واقع القراءة بين اليوم والامس

 

جريدة فاص

البيضاء –محمد ايت حمو

بالأمس كانت المطالعة جد متدنية ومنتشرة فقط في أوساط معينة من المجتمع المغربي بعدها انتشرت بشكل تدريجي لتشمل باقي مكوناته وتخللت الفترة الاستعمارية ثقافة خاصة تستجيب والرغبة في الحرية والاستقلال اليوم نسجل تدني مستمر للقراءة والكتاب باعتراف المهتمين لقد حلت التكنولوجيا بكل تقنياتها خلقت أزمة في الاطلاع من جهة واضطراب الوعي من ناحية أخرى هناك نداءات مستمرة تدق ناقوس الخطر المحدق بالإنسان المغربي من جراء تهميش الكتاب
شهد المغرب قبل الاستعمار سيطرة كبرى للثقافة الدينية والأصولية كامتداد للثقافة المشرقية وتخللت هده الظرفية نقاشات مذهبية وفقهية أبرزت علماء ودعاة مناصرين للمذهب المالكي ولم يكن هناك إلا نزر قليل من الثقافة العلمية أو الفلسفية حتى وان وجدت انحصرت في أوساط السلطة وقلة من فقهاء المدن العتيقة على العموم عرفت هده الحقبة بالحقبة الذهبية بالمغرب لما سادها من انتشار للمخطوطات والكتابات الصوفية في الزوايا كشاهد على دالك ثم استمر الوضع إلى أن حل المستعمر بالبلد حاملا معه ثقافة من نوع خاص تخللتها أشكال من العلمية والفنية
فاصطدمت الثقافتين وبرز مشكل الحلال والحرام وامتد الأمر إلى السلطة لتحكم بين الارتماء في أحضان الثقافة الغربية أو التشبث بالأصولية احتاج كل هادا سنوات من الجدال والمدافعة عن القيم المغربية إلى اليوم
إن هده السمة من الاضطراب الثقافي تحمل السلبيات والايجابيات تضاف إلى تاريخ الأمة المغربية وهناك اعترافات من أوساط مثقفة أو غير مثقفة إلى أن الحقبة الاستعمارية شهدت مخاض فكري وعلمي تخرجت منه أفواج من الاساتدة والعلماء لازال المجتمع المغربي يحن الى فقدانهم
ستحل فترة الاستقلال وستبدأ معالم الحياة تتغير فهناك فراغ إداري وعلمي سيتركه المستعمر سيظطر المغرب الى تعويضه بالغث والسمين من مخلفات الاستعمار من الاطر
فلم توضع هناك خريطة واضحة المعالم لا على المستوى التعليمي ولا الثقافي، تخلل هدا الاعتوار كل المجالات المجاورة للتعليم عن قصد أو غير دلك وتكررت الخطط التعليمية للنهوض بالبلد من مستنقع التدني لكن دون جدوى لانخفي ان هناك مبادرات تظهر بين الفينة والأخرى
لتزيل اللثام عن الأزمة من طرف مشجعي القراءة من جمعيات مدنية وهيئات ومنضمات ذات طابع إنساني ولكن الوضع يضل مزري بالرغم من دالك فظاهرة العزوف عن القراءة معقدة ومشكل بنيوي تراكمي
حلت المعلوميات بكل أصنافها من العالم الأخر حاملة سيل من المعلومات،  إلتقطها الكل بشغف وسرعة قل نضيرها وكانت السهولة والبساطة للوصول إلى المعلومة سم تجرعه الكل فبدا يخفت دور الكتاب ليحل محله أدوات أخرى لاغنى للا نسا ن عنها لدالك فتحسين وعودة وهج الكتاب لما طاله من نسيان ينطلق من استغلال المعلوميات فالمطالبة بالاستغناء عن الحاسوب بدل الكتاب أصبح من باب المستحيلات هناك دعوات إلى ضرورة إدماج العنصرين معا لحل الأزمة
أخيرا لابد من الإشارة إلى أن تشجيع القراءة وانتشارها داخل الأوساط العائلية يستدعي أخد بادرة من طرف الآباء كمسئولين فبدل أن تهدي لوحة الكترونية إلى ابنك بمناسبة نجاحه اهديه قصة أو كتاب اقل كلفة وأكثر أمان له ومنفعة




قد يعجبك ايضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.