عبد اللطيف شعباني
كانت الخطب الملكية السامية خارطة طريق ترسم مسار الادماج السياسي للشباب في الحياة العامة ، بفعل القوة الديمغرافية للشباب داخل المجتمع ، مما يستلزم الحضور الشبابي في مراكز القرار على الصعيد المحلي، كما الوطني، كما أن هناك قطاعات واسعة من الشباب اختارت العمل المدني كصيغة بديلة تضمن لنفسها عبرها مشاركة، ولو محدودة ، في صنع القرار داخل الجماعات التي تشتغل ضمن ترابها.
و تعتبر ذكرى عيد الشباب المجيد ،و التي يحتفل بها الشعب المغربي يوم غد الأربعاء 21غشت ، فرصة لتسليط الضوء على الالتزام الراسخ للملك محمد السادس حفظه الله لفائدة الأجيال الشابة، من أجل انخراطهم في الدينامية المجتمعية، وتعزيز مشاركتهم السياسية والاقتصادية.
كما يعد عيد الشباب فرصة متجددة للاحتفاء بالشباب-الثروة الحقيقة للأمة-، لوضع حصيلة المبادرات التي تم إطلاقها لفائدتهم، والتفكير في الأعمال والإجراءات القادرة على تعزيز مشاركتهم في عملية التطور الاقتصادي والاجتماعي بالمغرب.
وتمكن هذه المناسبة، التي تتزامن مع الذكرى الـ 61 لميلاد الملك محمد السادس، أيضا من إبراز الجهود التي يبذلها جلالته من أجل تثمين هذه الفئة من المجتمع ورفاهيتها، اعتبارا لموقعها الهام في الدفع بعملية التنمية التي تعرفها المملكة.
ووعيا من جلالته نصره الله بأن الشباب لايمكنه القيام بدوره وبواجبه، دون تمكينه من الفرص والمؤهلات اللازمة لذلك، ما فتئ صاحب الجلالة، منذ اعتلائه عرش أسلافه الميامين، يطلق المبادرات والبرامج الرامية إلى تحقيق الازدهار الاجتماعي والثقافي للشباب، من خلال تقديم فرص حقيقية لهم في التعليم والشغل والصحة ومجالات أخرى مع فتح باب الثقة والأمل في المستقبل، أمامهم.
ولايدخر الملك حفظه الله في هذا الصدد من وقته ولا جهده في سبيل ضمان ازدهار اجتماعي وثقافي للشباب، الذي يشكل قرابة ثلث الساكنة، لحماية صحتهم البدنية والعقلية، ودرء الانحرافات والمخاطر الاجتماعية عنهم، وضمان التكوينات المؤهلة لهم لتمكينهم من المساهمة بشكل كامل وناجع في الأنشطة المنتجة، وبالتالي تنمية مجتمعهم.
ويولي المغرب، في هذا الإطار، أهمية خاصة لتعليم الشباب، حيث يوفر لهم فرصا مختلفة ومتجددة للتعلم، تضمن لهم التمتع بحقهم في الحصول على التأهيل المناسب، الكفيل بضمان اندماجهم الاقتصادي، وتحصيلهم المعرفي وارتقائهم الاجتماعي، بما يحصنهم من آفة الجهل والفقر، ومن نزوعات التطرف والانغلاق.
وانطلاقا من مراكز تكوين وتأهيل وإدماج الشباب، والمراكز السوسيو – تربوية، والمركبات السوسيو – رياضية، وفضاءات التكفل بالشباب الذي يعاني من سلوكات الإدمان، مرورا بالفضاءات الموجهة للتكنلوجيات الجديدة للمعلومات والاتصال، وإنعاش الأنشطة المذرة للدخل، إضافة إلى برامج دعم الولوج إلى تمويل الشباب حاملي المشاريع، إلى غير ذلك من البنيات الأخرى، تجسد هذه المبادرات والبرامج المقاربة الملكية وسياسة القرب، من أجل تنمية بشرية شاملة ومستدامة.
وتجسدت الرعاية الملكية بالشباب في الرسالة التي وجهها الملك حفظه الله إلى أعضاء أكاديمية المملكة المغربية بمناسبة افتتاح الدورة الأولى لهذه المؤسسة المرموقة في إطار هيكلتها الجديدة، حيث أكد جلالته أنه لا تقدم للمجتمع من غير نهضة ثقافية، ومن غير انفتاح العطاء الأكاديمي على نوابغ المستقبل من الشباب.
واعتبر الملك نصره الله في هذا الصدد أن الشباب يمثل الرأسمال البشري القادر على تجسيد الابتكار والفكر الخلاق، أخذا وعطاء، في العلوم الإنسانية والاجتماعية واللغات والعلوم والآداب والفنون.
لقد كرس الخطاب الذي وجهه صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله بمناسبة الذكرى الرابعة والعشرين لتربع جلالته على عرش أسلافه المنعمين، عبقرية وجدية وقدرة الشباب المغربي على مواجهة التحديات وتحقيق الإنجازات في جميع الميادين.