رحال لحسيني
نصف عام كان يشتاق لسرب أحلام يحط فوق كف منامها، يطير إلى خُم فرح يصافح محراب التمني. ونصفه يغمز لجرح الهديل يحنو على صدره الضيق بالخديعة.
طاف الشوق، هامٓ في ظلاله الجزٓع، لم يدع قلبه يرنو للولع بنصف سلام يُفاوض الضحية لكسبه تحت سوط الجلاد، وعيونها ثكلى بما لا يحتمل. تعاند الزناد والعالم خراب فٓج يٓرج أكوام القيّم.
نصف شهر لفلاحين فقراء ومضربين عن الطعام والكلام، نافحوا ورحلوا واقفين هنا،، وهناك قريبا من الروح اختفى الزمن في جوف مأساة كبرى، تشتهيها الشاشات ولقاءات سائبة مُرة.
“أربعون (ألفا) مٓرٌت على ضحكتها”لم تكن تهوى حصار البراري، اقتنصت هٓزيع الدمار من أنينها، وخجل العار منا. *
نصف فسحة كانت، نصف هُنيهة تتقاذفها شظايا الطرقات، تسافر خلف فواجع الملذات، تُسبغُ عليها جراح الذكرى تنبث على مشارفها فكرة أخرى وتمضي.
الجديدة، 19- 20 غشت 2024
* الفقرة الأصلية “اربعون يوما مرت على ضحكتها” من أغنية للفنان سعيد المغربي في سياق مشابه.