هل أتاك حديث اهدار الزمن التنموي باقليم طاطا؟

يتبع

بقلم .. د  أ

لا حديث في هذه الايام في الاوساط المهتمة بالشأن التنموي باقليم طاطا، إلا عن الحسرة والأسف عن التأخر الحاصل في الحاق هذا الاقليم بركب التنمية الحقيقية، التي تتجاوز في عمقها الاوصاف الجميلة  أو تلك المتحاملة، التي تسود الواقع انطلاقا من أحكام مسبقة .

لماذا تأخرت وعود المسؤولين بإحداث نواة جامعية حقيقية متعددة الأقطاب كما وقع في عدة مدن ك كلميم. وقلعة السراغنة و ورززات …؟

لماذا تأخر إنجاز محاور طرقية مهمة تربط هذا الاقليم بأقاليم أخرى تنزع عنه وصفه النائي وتدرجه في  مصاف نقط العبور المحورية ؟ لماذا تم الاكتفاء بخارطة طريق داخلية تجعل المنتمي للإقليم يدور في دوامة صلة الرحم بدل البحث عن مداخل حقيقية وآفاق تنموية واعدة؟

لماذ فشلت كل السياسات في استقطاب رأسمال ابناء طاطا لتنمية بلدهم ؟ هل لأن المتحدث أخرص أم أن المستمع أصم ؟ أم أن الأرض لا زالت تحكمها نظرة الدونية التي يستفيد منها البعض على حساب الآخر؟

لماذا تعثر قطار الامال والطموحات، بعد نهاية زيارة السياسيين والمسؤولين عند اول خطوة في اتجاه الانجاز وتفعيل الوعود ؟

لا يحتاج الانسان الى كثير من البيان والبرهان ليكشف للناس أن الغيرة على تنمية اقليم لاتقاس بحجم الوعود وحجم الصور الجميلة التي يجتهد البعض لرفعها علها تشفع في نفض الغبار عن  اقليم  اعاداؤه من داخله أكثر من خارجه؟

لا يحتاج المرء للسان بليغ حتى يقول بأن أقاليم فقيرة اقل دخلا وابعد جغرافية واتعس حظا في السياسة ، اصبحت احسن بكثير من اقليم طاطا واستطاع ابناؤها ان يجعلوا من قساوة مناخها محجا سياحيا عالميا، يسوقون كل شيء  ويروضون الطبيعة لخدمة الانسان والتنمية .

لماذا تناقص عدد سكان اقليم طاطا  …رغم ان وباء كورونا لم يقتل منهم الكثير  … هل فعلتها عوامل الاهمال  و قلة ذات اليد وانعدام فرص الحياة العادية  ؟

نحب المسؤولين جميعا منتخبين ومعينين لانهم على نياتهم سيحاسبون… ونكره المتخاذلين الذين خولت لهم سلط تمكنهم من فرض خيارات تنموية مهمة إلا أنهم ركنوا  الى اسهل الحلول .

زمن المسؤولين سيمضي ، لكن زمن التنمية الذي تم إهداره لا يمكن تعويضه بأي حال من الأحوال.

ففي الوقت الذي تبحث في الأقاليم الأخرى عن الربط بالسكة الحديدية  و الطرق السيارة  والسريعة، وا ستقطاب المعامل الكبرى عبر تشجيعات محلية مدروسة ومثمرة ، تجد اقليم طاطا غارقا في البحث عن حلول تافهة في البرامج الاستعجالية ، بدل البحث عن الحلول التنمية الجدرية التي تؤمن بالطبيعة وخصائصها و تنطلق منها لخلق التميز التنموي والرقي الاقتصادي والاجتماعي.

إن سواعد طاطا هي من بنت اقاليم أخرى من الصفر وهي قادرة على رفع تحدي التنمية في وقت قياسي إذا لمست في الأفق القريب أجواء الثقة والأمل بدل المكر والخداع، والانهاك والاستنزاف .




قد يعجبك ايضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.