حين تعصف الرياح في وجه السفينة، لا يكفي أن نلعن العاصفة، بل علينا أن نتقاسم الأدوار لحماية الأشرعة

ذ / سعيد حجي

حين تعصف الرياح في وجه السفينة، لا يكفي أن نلعن العاصفة، بل علينا أن نتقاسم الأدوار لحماية الأشرعة. ما يحدث اليوم من احتجاجات، في جوهره صوت مشروع لواقع لم يعد يحتمل، ولكن حين تنفلت بعض الأصوات وتتحول إلى فوضى، فنحن لا نخسر فقط النظام العام ، بل نخسر المعنى أيضا…
ليست المسؤولية شأن جهة دون غيرها ، بل هي أفق جماعي يتوزع على الجميع. من يملك كلمة، من يملك موقفا، من يملك أثرا في من حوله، هو مدعو الآن أن يكون مربيا لا محرضا، مؤطرا لا متفرجا. الأخ الأكبر، الصديق الأقرب، الجار، الأستاذ، الأم، الأب، كلهم شركاء في هذه اللحظة الحرجة التي تحتاج إلى رصانة لا إلى تهور…
لا أحد يستفيد من حرق الأشجار التي نستظل بها، ولا من كسر النوافذ التي ما زالت تدخل الضوء. التخريب لا يعيد الحقوق، بل يحرقها، ويضعف شرعية المطالب العادلة. الفوضى ليست احتجاجا، بل غربة عن الوعي…
لذلك، علينا أن نستعيد المعنى، وأن نعيد رسم الحدود بين الغضب النبيل، والغضب الأعمى. الوطن لا يحتاج فقط إلى شباب غاضب، بل إلى شباب واع بالغضب، يعرف أن الحقوق لا تُنال بكسر الزجاج، بل بطرق الأبواب بقوة الفكرة، لا بحدة الحجر…
في زمن كهذا، الصمت خيانة، والتأطير واجب، والسكوت عن العبث جريمة في حق السفينة التي تحملنا جميعا. فلنكن جسورا للعبور، لا نارا للحريق…




قد يعجبك ايضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.