نور الدين بنصالح زرفاوي

من وراء زجاج نافذة غرفتك، يلوح لك الأفق غارقا في كآبة غيوم داكنة.. ومن الغرب، تهبًّ الريح عاتية مزمجرة.. تسوق سحابا ثقالا.. تعصف بالأشجار بعنف، فتتراقص لها الأغصان مضطربة.. بينما تتطاير أزهار اللوز بيضاء كندف ثلج مبكر، لتتساقط على الأرض المزركشة بألوان الربيع الزاهية..
ثم ينهمر المطر مدرارا يطرق السقف بعنف وبجنون.. يعزف أنشودته الفريدة، فتتناغم القطرات عليه بلحن صاخب.. موسيقى شجية لم تسمعها منذ زمن طويل، تدعوك إلى عناق الذكريات البعيدة.. ذكريات من زمن الطفولة الجميل..
حينها فقط، يستيقظ الطفل الصغير المشاكس بداخلك، فتندفع إلى الخارج غير آبه بالريح التي تصفع وجنتيك.. ولا بالمطر الذي يبلل ثيابك.. تغوص قدماك في الوحل.. لكنك مع ذلك كنت تبتسم.. لقد عاد إليك طعم الطفولة ببراءتها، وبجنونها الساحر..




قد يعجبك ايضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.