عبد اللطيف شعباني
تجاوزت كرة القدم بكونها مجرد لعبة، لتتحوّل إلى منصة للتواصل وصناعة الفرح، وتخلق الاواصل بين الشعوب والجماهير بالموطن والمدرجات، تشكل نبض الشوارع…
ولأنّ كرة القدم تجمع أناسًا من خلفيات مختلفة معًا، وتزودهم بأسباب التواصل فيما بينهم والتعبير عن أنفسهم، يمكننا الحديث عن لعبة تخلق المجتمعات، أو تعيد تشكيلها، لما توفّره من فرص للجميع من أجل التطوير والتغيير في منحى إيجابي.
ولأنها تستطيع أن تُمتعنا وتُسعدنا باتت اختصارًا لمعنى الفرح وقوة العاطفة. فكم من شبهٍ بينها وبين الحياة التي تقوم على تحولاتٍ درامية مفاجئة، وتنعطف مساراتها انعطافاتٍ لا يمكن تخيّلها!
ببساطة لأنّ كرة القدم تجمع أناسًا من خلفيات مختلفة معًا، وتزودهم بأسباب التواصل فيما بينهم والتعبير عن أنفسهم، يمكننا الحديث عن لعبة تخلق المجتمعات، أو تعيد تشكيلها
ولكونها تستطيع أن تُعلّمنا كما لم يفعل أيّ معلم من قبل، نتقبّل دروسها بحبٍّ لم نعرفه عندما كنا تلاميذ. ولعلّ درسها الأكبر لنا هو إعطاؤنا القدرة على التعامل مع الهزيمة بوصفها شيئًا مؤقتًا، بالإمكان التخلص منه بتوفر وعيّ حرّ وإرادة صلبة. هذا إلى جانب ما تمنحنا إياه من مساحات حرّة للتعبير عن مخاوفنا كجزء منا. وعدم منعها لنا من ارتكاب الأخطاء، لأنّ حكمتها المجرَّبة: ثمة تعاف بعد كلِّ سقوط.
هذه وغيرها من أسبابٍ هي التي جعلتها ملتقى للشعوب. فكلُّ مناسبة من مناسباتها فرصة للالتقاء بالآخر المختلف واكتشافه، إذ تبرز في هذه الحالات كأداة لتوحيد المختلفين ثقافيًا ولغويًا من خلال حبّ فريق، والتفاعل فيما بينهم.
إنها جزء مهم من ثقافتنا مجتمعاتنا المعاصرة، ولولاها لما اشتهرت رقصات التانغو والسامبا عالميًّا، ولا شكلّنا معرفةً ما عن بلدان ومجتمعات بعيدة عنا. ناهيك أنها لا تساعد في تحسين اقتصاد الدول وحسب، بل تساعد أيضًا في الحفاظ على تماسك الروابط، سواء بين أفراد العائلة أو الأصدقاء، أثناء تشجيعهم لفريقهم المفضل….انها عشق لن ينتهي…..