تلقي الجرعة الأولى من لقاح كورونا، يكسب الشخص مناعة

جريدة فاص

أكد الطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية، الطيب حمضي، أن المغرب يعد دون منازع، “نموذجا” في مجال التلقيح ضد “كوفيد-19″، بالنظر للإنجازات التي تحققت في وقت قياسي.

وقال حمضي، إن الانطلاق الفعلي لحملة التطعيم التي أطلقها صاحب الجلالة الملك محمد السادس في 28 يناير الماضي، تشكل في حد ذاتها إنجازا، مشيرا إلى أن الأمر لم يأت بمحض الصدفة، بل جاء نتاج استراتيجية تم التفكير بشأنها، ومبرمجة ومدروسة واستباقية.

وأشار إلى أن هذه المقاربة الاستباقية كانت قد بدأت في غشت 2020، عندما أبرم المغرب اتفاقي تعاون مع المختبر الوطني الصيني للتكنولوجيا الحيوية (سي- إين- بي- جي)، في مجال التجارب السريرية للقاح المضاد ل”كوفيد-19″، مذكرا بالتوقيع، في شتنبر الماضي، على مذكرة تفاهم لشراء لقاحات ضد فيروس كورونا المستجد تنتجها شركة “إر-فارم” الروسية بترخيص من مجموعة “أسترازينيكا”.

وأضاف حمضي أنه، وفي غضون أقل من شهر على انطلاق حملة التطعيم، قام المغرب بتلقيح فئات مختلفة من السكان، متابعا أن المملكة ما فتئت توسع الساكنة المستهدفة من الحملة الوطنية، فبعد أن اقتصرت في مرحلة أولى على العاملين في الصفوف الأمامية والأشخاص البالغين أزيد من 75 عاما، اتسعت الحملة ليشمل التلقيح الأشخاص الذين يبلغون من العمر 65 سنة أو أكثر، ومؤخرا المواطنين الذين تتراوح أعمارهم بين 64 و 60 عاما، وكذلك الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة.

لذلك، يقول الدكتور حمضي “فإن المغرب، وبالنظر إلى هذه الإنجازات المحققة في زمن قياسي، يعتبر بلا منازع، نموذجا في هذا المجال”.

وعما إذا كان “سيتم تحقيق مناعة جماعية في ماي المقبل؟”، اعتبر الاختصاصي أنه سيكون من الحكمة منح وقت كاف ومنطقي لعملية التلقيح، أي حوالي شهر يوليوز المقبل.

وقال، في هذا الصدد، “من المتوقع أن تستمر حملة التطعيم ما بين 3 و 4 أشهر”، مؤكدا أنه في نهاية هذه الحملة وآنذاك، سيكون المغرب قادرا على رفع القيود المجالية واستئناف الحياة بشكل شبه طبيعي.

وحتى في حال حققت المملكة هذه المناعة الجماعية، يضيف الباحث، فمن الضروري مراقبة التطور الوبائي للفيروس، خاصة وأن المغرب تربطه علاقات عديدة مع دول أخرى، مشددا على ضرورة توخي الحذر، رغم تلقيح فئة عريضة من الشعب المغربي.

وفي ما يتعلق بنجاعة لقاحي “أسترازينيكا” و”سينوفارم”، يظل الدكتور حمضي متفائلا للغاية بهذا الخصوص، ويؤكد أنه “عند تلقي الجرعة الأولى، يكتسب الشخص بالفعل مناعة”، مضيفا أن الحقنة الثانية تضمن، من جانبها، مناعة فعالة، ثبتت خلال التجارب السريرية.

وكشف، في المقابل، أن معدلا ضعيفا لخطر انتقال العدوى يظل أمرا ممكنا، نظرا لمعدل فعالية كل لقاح، مشيرا في هذا الصدد، إلى أن الأشخاص الذين لم يكتسبوا مناعة بنسبة 100 في المائة، سيكون لديهم بعد التطعيم، وفي حالة إصابتهم بالعدوى، أعراض خفيفة لفيروس “كوفيد 19”.

أما بالنسبة لظهور طفرات جديدة لفيروس كورونا المستجد مؤخرا على المستوى الوطني، أكد حمضي أن المتحور الوحيد المنتشر حتى الآن، على التراب الوطني هي السلالة البريطانية، مشددا على أن لقاحي “سينوفارم” و”أسترازينيكا” فعالان ضد هذه السلالة.

وبالتالي، يتابع حمضي، فإن الأشخاص الذين تم تطعيمهم في المغرب محميون من السلالة الكلاسيكية وكذلك ضد السلالة البريطانية للفيروس.

ولم يفت الباحث الإشارة إلى أن الطفرات في المتحور البريطاني على مستوى بروتين “سبيك” لم تؤثر على المناعة، على عكس السلالات الجنوب إفريقية والبرازيلية المتحورة التي تمثل مشكلة للمناعة، وبالتالي، يوضح حمضي، فإن اللقاحات المتاحة ليست فعالة ضد المتحور البرازيلي والجنوب إفريقي، بينما تظل فعالة ضد الأشكال الخفيفة.

 




قد يعجبك ايضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.