فاص تيفي طاطا
منذ سنة 2019، تاريخ إعطاء الانطلاقة الرسمية لمشروع الجسر الحديدي الرابط بين مركز مدينة طاطا ودوار السونح، ظلّت الساكنة تترقب اكتمال هذا الورش الذي يُفترض أن يُسهِم في فكّ العزلة، ويضمن تنقلًا آمِنًا وسلسًا بين ضفّتَي المدينة، خاصة خلال فترات الفيضانات.
غير أنّ الواقع اليوم يكشف عن مشروع متوقف وغامض المصير، توقّفت فيه الأشغال دون أي توضيحات رسمية أو بيانات للرأي العام المحلي. ومع مرور السنوات، تحوّل الأمل إلى تساؤل، والتساؤل إلى إحباط مشروع جماعي.
وبصفتي ممثلاً لساكنة دوار السونح، فقد تواصلتُ مرارًا مع المصالح المختصة بالعمالة، غير أن الأجوبة التي أتلقاها تكاد تكون دائمًا متشابهة: “المشروع في طور التسوية… الأشغال ستُستأنف قريبًا…”، وهي عبارات أصبحت بالنسبة للساكنة مجرد وعود متكرّرة دون أثر ميداني.
الخطير في الأمر أن هذا المشروع لم يُدرج ضمن المشاريع المخصصة لمحاربة آثار الفيضانات، رغم أن موقعه يُعتبر من أكثر النقاط هشاشة كلما ارتفع منسوب وادي السونح. الأخطر أن مكان المشروع نفسه تحوّل إلى مصدر خطر على الساكنة والمارة، خاصة الأطفال وطلبة المدارس الذين يعبرون يوميًا نحو مركز المدينة عبر ممرات عشوائية تفتقر لأدنى شروط السلامة.
وفي المقابل، نجد أن واد الصفة الاخرى ولاسباب لا يعرفها الا اهل الاختصاص عرف إنجاز ثلاث منشآت فنية والرابعة قيد الأشغال، بينما بقي واد السونح يعتمد على معبر إسمنتي مؤقت لا يليق بمستوى ساكنته ولا بموقعه داخل المدينة.
وهنا لابد من التوضيح:
هذه ليست حملة انتخابية كما قد يظن أصحاب النيات السيئة، بل هي صرخة صادقة من ممثل ساكنةٍ ذاق ذرعًا بالوعود والأعذار التي ظلّ يبلّغها لأهله في الدوار على مدى سنوات دون نتيجة.
إنها دعوة صادقة الى السيد عامل اقليم طاطا إلى الإنصاف والتسريع، وإلى إعادة الاعتبار لهذا المشروع الحيوي الذي تأخر كثيرًا، لأن التنمية الحقيقية لا تُقاس بعدد المشاريع المعلنة، بل بمدى التفاعل مع معاناة الناس واحتياجاتهم اليومية.
فهل يُكتب للجسر الحديدي أن يُنجز أخيرًا، أم سيظل شاهدًا على تأجيل لا ينتهي
مولاي حفيظ اليمني






