تحت إشراف العامل ابن ابراهيم .. بوجدور تفتح دفاتر الإنجاز وتحتفي بثمار عشرين عاما من التنمية

فاص تيفي
أعطى السيد إبراهيم بن إبراهيم، عامل إقليم بوجدور ورئيس اللجنة الإقليمية للتنمية البشرية، صباح يوم الإثنين 19 ماي 2025، الانطلاقة الرسمية للفعاليات المخلدة للذكرى العشرين لإطلاق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، المنظمة هذه السنة تحت شعار: “عشرون سنة في خدمة التنمية البشرية”. وتمتد هذه الفعاليات إلى غاية الجمعة 30 ماي الجاري، وتتضمن برنامج غنيا ومتنوعا يشمل لقاءات تواصلية، معارض، ورشات، وزيارات ميدانية.
وقد احتضنت قاعة الاجتماعات بعمالة الإقليم لقاء افتتاحيا حضره عدد من المسؤولين المحليين، وممثلي المصالح الخارجية، وجمعيات المجتمع المدني، والمستفيدين من مشاريع المبادرة. وفي كلمته الافتتاحية، أكد السيد العامل على الأثر الإيجابي العميق لهذه المبادرة الملكية، التي أطلقها صاحب الجلالة الملك محمد السادس سنة 2005، باعتبارها ورشاً اجتماعياً وتنموياً ساهم في تحسين ظروف عيش آلاف المواطنين، والنهوض بالفئات الهشة، وتعزيز الاندماج الاجتماعي.

تميز اللقاء بتقديم عرض مفصل حول حصيلة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بإقليم بوجدور خلال الفترة 2005–2025، حيث تم تنفيذ 900 مشروع تنموي، استفاد منها أكثر من 214,000 مواطن، بمعدل 10,440 مستفيد سنوياً. وقد بلغت القيمة الإجمالية للاستثمارات حوالي 269 مليون درهم، ساهمت فيها المبادرة بـ173 مليون درهم، فيما ساهم الشركاء بـ96 مليون درهم، ما يعكس نجاح نموذج الشراكة والتكامل بين مختلف الفاعلين.

أما على المستوى الاجتماعي، فقد سجلت المبادرة نتائج ملموسة تمثلت في تراجع نسبة الفقر متعدد الأبعاد من 15% سنة 2014 إلى 4% سنة 2024، وانخفاض نسبة سوء التغذية لدى الأطفال إلى 0.12%. كما تراجعت نسبة الأمية في صفوف النساء من 29.2% إلى 21.7%. وعلى مستوى البنيات التحتية، ارتفعت نسبة ربط المنازل بالكهرباء إلى 100%، وتحسن ربطها بالماء الصالح للشرب من 33% إلى 93.7%.

ركزت أغلب المشاريع على الأنشطة المدرة للدخل، بنسبة 64% (363 مشروعاً)، بينما خصصت 112 مشروعاً لفائدة الفئات الهشة، بما في ذلك النساء المعيلات والأشخاص في وضعية إعاقة. وتميز التوزيع الجغرافي للمشاريع بتركيز خاص على المناطق القروية التي استفادت من 60% منها، ما ساهم في تقليص الفوارق المجالية وتحقيق العدالة الترابية.

عرف اللقاء عرض شريط وثائقي بعنوان “عشرون سنة في خدمة التنمية البشرية”، إلى جانب شريطين تحفيزيين يوثقان لتجارب نسائية وشبابية ناجحة استفادت من برامج التمكين الاقتصادي والمقاولة الذاتية. كما قدم مستفيدون من المبادرة شهاداتهم الشخصية التي عكست أثر المشاريع على حياتهم اليومية ومسارهم المهني والاجتماعي.

بعد نهاية اللقاء، انتقل الوفد الرسمي إلى ساحة العمالة حيث تم افتتاح فضاء “المبادرة: تجارب ناجحة، رؤى متجددة”، الذي ضم أروقة لمراكز اجتماعية وصحية وتربوية، إضافة إلى نماذج من مشاريع الاقتصاد الاجتماعي والتضامني. وقد شكل هذا الفضاء مناسبة للاطلاع عن قرب على المنجزات، وتبادل الخبرات بين الفاعلين والمستفيدين، واستشراف آفاق جديدة للعمل التنموي.

وتتواصل هذه الأيام الاحتفالية إلى غاية الجمعة 30 ماي الجاري، في برنامج غني ومتنوع يشمل تنظيم زيارات ميدانية لعدد من المراكز الاجتماعية والصحية والتربوية التي استفادت من دعم المبادرة، إضافة إلى عقد ورشات تكوينية ولقاءات موضوعاتية تهم محاور أساسية كالتعليم الأولي، الإدماج السوسيو-اقتصادي، ريادة الأعمال، الصحة، والأنشطة الرياضية. كما يشمل البرنامج معارض للأنشطة المدرة للدخل، وفضاءات للتفاعل المباشر بين الفاعلين التنمويين والمستفيدين، بهدف إبراز التجارب الناجحة واستشراف آفاق جديدة لتنزيل الجيل الثالث من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بإقليم بوجدور.

واختتم اليوم الأول من الفعاليات بحفل شاي على شرف الحضور، في جو طبعه التقدير الجماعي لمجهودات مختلف الشركاء والفاعلين في تنزيل المبادرة بالإقليم، والتأكيد على مواصلة التعبئة والالتزام الجماعي من أجل تنمية بشرية عادلة، شاملة ومستدامة.




قد يعجبك ايضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.