شهد إقليم ورزازات تطورا اقتصاديا بارزا، بعدما أعلنت المجموعة الكندية “Catalyst Mines Inc”، عن اكتشاف معدني ضخم بمنطقة سيروا، يتمثل في آلاف الأطنان من معدني الكروم والكوبالت.
وقدرت الشركة القيمة الإجمالية لهذا الاكتشاف الاستراتيجي بأكثر من 60 مليار دولار، ما يمثل دفعة نوعية للاقتصاد الوطني، وفرصة استثنائية لتعزيز مكانة المغرب على خريطة الاستثمارات العالمية في مجال الموارد الطبيعية.
وأوضحت الشركة أن نتائج الدراسات الجيولوجية والاستكشافية التي أنجزتها الشركة خلال الأشهر الماضية أظهرت وجود احتياطات ضخمة وعالية الجودة من الكروم والكوبالت، وهما معدنان حيويان يدخلان في مجموعة من الصناعات الاستراتيجية، خاصة في مجالات الطاقات المتجددة، والبطاريات الكهربائية، والصناعات الإلكترونية المتطورة. ويكتسي هذا الاكتشاف أهمية مضاعفة بالنظر إلى الطلب العالمي المتزايد على هذه الموارد، تزامنا مع الانتقال الطاقي والتحولات الصناعية الكبرى.
ويمثل مشروع سيروا، وفق المعطيات الأولية، فرصة لإحداث طفرة تنموية محلية، من خلال خلق فرص شغل مباشرة وغير مباشرة، وتحفيز استثمارات موازية في مجالات النقل، والبنية التحتية، والخدمات المرتبطة بالصناعة المعدنية. كما يرتقب أن يسهم المشروع في تعزيز الإيرادات المالية للدولة، من خلال عائدات الضرائب، والرسوم، وعقود الشراكة مع المستثمرين الدوليين.
ويراهن المغرب، الذي يمتلك تراثا غنيا في قطاع التعدين، على تعزيز موقعه كفاعل محوري في السوق العالمية للمعادن الاستراتيجية، مستفيدا من موارده الطبيعية الغنية، وإطاره القانوني والمؤسساتي المتطور، وكفاءاته الوطنية المؤهلة. ويأتي هذا الاكتشاف الجديد ليعزز هذا التوجه، ويؤكد قدرة المملكة على استقطاب كبريات الشركات الدولية للاستثمار في قطاع يعتمد عليه الاقتصاد العالمي بشكل متزايد.
وتعهدت المجموعة الكندية بأن يتم تطوير المشروع في احترام تام للمعايير البيئية والاجتماعية المعمول بها دوليا، مع إيلاء اهتمام خاص لإشراك الساكنة المحلية في الدينامية الاقتصادية الجديدة التي سيحدثها هذا الاستثمار.
ويشكل هذا الاكتشاف مرحلة فارقة في مسار التنمية المعدنية بالمغرب، ويعزز آمال تحقيق قفزات نوعية في القطاعات المرتبطة بالصناعة الخضراء والاقتصاد المستدام، انسجاما مع التوجهات الاستراتيجية الكبرى التي رسمتها المملكة تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.