مقاربة المجلس الأعلى للتربية لمفهوم “المدرسة الجديدة” لإصلاح نظام التعليم بالمغرب

عبد اللطيف شعباني
متصرف تربوي

لقد أصدر المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي وثيقة مرجعية تحت عنوان “المدرسة الجديدة: تعاقد مجتمعي من أجل التربية والتكوين”، تأكيدا لالتزامه بالمساهمة الفعالة في بناء مدرسة المستقبل وتعزيز التعبئة المجتمعية حولها.

و ياتي هذا الإصدار في ظل التحولات العميقة التي تشهدها المنظومة التربوية والتحديات الكبرى التي تواجهها، وتماشيا مع التوجهات الملكية السامية بخصوص إرساء مدرسة جديدة، ترتكز في آن واحد على الإنصاف والمساواة، والجودة والارتقاء بالفرد، وتقدم المجتمع.

كما تندرج هذه الوثيقة ضمن رؤية استشرافية تروم بلورة فهم مشترك لمفهوم “المدرسة الجديدة”، وهي ثمرة تفكير جماعي أشرفت عليه مجموعة عمل خاصة، مستندة إلى مقاربة طموحة وشمولية انخرطت فيها مختلف هيئات المجلس

لقد راهن المجلس الأعلى للتربية والتكوين في وثيقة حديثة أصدرها حول رهانات المدرسة الجديدة بالمغرب، على أن المناهج الدراسية يجب أن تعزز مناصرة الحقيقة العلمية، وأن تدعم القدرة على التمييز والبحث بجدية عن هذه الحقيقة التي تتسم بالتعقيد والدقة .

كما حدد المجلس خامس الرهانات السبعة الرئيسية التي تعتبر “الأساس لتحقيق المدرسة الجديدة”، وفق وثيقة حديثة أصدرتها المؤسسة حملت عنوان “المدرسة الجديدة.. تعاقد مجتمعي جديد من أجل التربية والتكوين”، إلى أربعة مبادئ لتطبيق هذه التوصية، تشمل ضرورة تعزيز المناهج الدراسية “قدرة المتعلمين على الانتقاع بالمشاعات المعرفية، والإسهام فيها”.

ويتحدد الرهان الأول الذي تطرّقت إليه وثيقة المجلس حول الاستعداد للرهانات التربوية المستقبلية ، ويدعو الثاني إلى الاستقلالية الذاتية لمؤسسات التربية والتكوين ، بينما يتحدث الثالث عن مجتمع محلي معبأ داعم للمدرسة الجديدة ، ويستعرض الرهان الرابع هياكل فعالة للدعم والتوجيه والضبط، أما الخامس فيتعلق بالنموذج البيداغوجي الجديد، والمهن التربوية ، ويرتبط السادس بالعمل على التقاء السياسات العمومية للمدرسة الجديدة، ثم يتعلق الأخير بـقيادة التغيير.

تهدف المدرسة الجديدة إذن إلى تحقيق التنشئة الاجتماعية، التي تسهم في الاندماج والتماسك المجتمعي، وتعزز القيم والسلوكيات الداعمة للنجاح، في أفق بناء مجتمع المعرفة وتحقيق مغرب أكثر رخاء.

كما تروم المدرسة الجديدة مواكبة التحولات الرقمية في التعليم، حيث لم يعد الأمر مقتصرا على إدخال التكنولوجيا الرقمية إلى الفصول الدراسية، بل أصبح الذكاء الاصطناعي يحدث تغييرا جذريا في مقاربات التعليم،

يؤكد المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي إذن على أن هذه الوثيقة التي أصدرها حول معالم المدرسة الجديدة ليست فقط إطارًا نظريًا، بل خارطة طريق للإصلاحات التربوية، تستهدف تحقيق قفزة نوعية في جودة التعليم المغربي، وجعله أكثر تكافؤًا واستدامة، بما ينسجم مع التحديات الحديثة والمتغيرات المستقبلية.




قد يعجبك ايضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.