الذكاء الاصطناعي…. الوحش التكنولوجي الكاسر..

عبد اللطيف شعباني

لقد أجمع غالبية المُختصين على أن الذكاء الاصطناعي يُشكل ثورة ستطول الجميع، تُشكل في ظاهرها عونًا للبشرية، إلا أنهم أكدوا أنها تضمر خطرًا أكبر من نفعها، قد يصل بنهاية المطاف لفناء البشرية بأكملها.

لقد أعلنها الإمريكي إيلون ماسك، وبمنتهى الثقة، حين قال: “تُعد الفوائد المُحتملة للذكاء الاصطناعي هائلة، لأن كل ما تقدمه الحضارة لنا هو نتاج الذكاء البشري؛ ولا يمكننا أن نتنبأ بما قد نتوصل إليه ، عندما يتعاظم هذا الذكاء بسبب الأدوات التي قد يوفرها الذكاء الاصطناعي، حيث قد لا يعد القضاء على المرض والفقر أمرًا مستعصيًا، ونتيجة للإمكانات الكبيرة، التي يتمتع بها الذكاء الاصطناعي، فمن الأهمية بمكان أن يتم البحث عن كيفية حصد ثمارها مع تفادي مخاطرها المحتملة في الوقت ذاته”.

والحقيقة، أننا مازلنا حتى الآن لم نستوعب حجم ما يضمره لنا هذا الوحش الاصطناعي الكاسر من أضرار، وإن كُنا نعاني من لمسات ضرر بسيطة، أبرزها ترويج الشائعات عبر وسائل الاتصال الاجتماعي، فكثيرًا منا حتى الآن لا يملك الوعي الكافي لتفهم أن ما يراه ، قد يكون مجرد معلومات مغلوطة تنتشر بين الناس بصورة مقصودة ، وبطريقة مُحكمة لإيجاد صعوبة في التحقق من صحتها ، أو حتى معرفة مصدرها الحقيقي.

وهنا نُناشد بضرورة إحداث صحوة جادة تجتمع فيها كل مؤسسات المجتمع بالشراكة مع كافة مؤسسات الدولة ، لسن قوانين صارمة للحد من نشر مثل تلك الشائعات، والدعوة لمُعاقبة كل مُروجي الشائعات ومُستغلي التكنولوجيا الحديثة ، الذين تسببوا في تزييف وعي الشباب وتشويه صورة مُجتمعنا.

فئات مجهولة الهوية، لا تُمثل سوى قلة مجهولة من مُثيري الفتن، تسعى لتحقيق مكاسب مادية، والبعض منهم يسعى لضرب أمن المجتمع واستقراره، ونناشد المواطنين بالإبلاغ عن أي منصة أو جهة تثير الشكوك حول محتوى مرئي أو مسموع ترتب عليه نشر شائعات مُضللة.

على الجميع إدراك أن خطر الشائعات على مجتمعنا لا يقل عن خطر إعطاء دواء خاطئ لمريض يفضي به إلى الموت، ففي الحالتين المتضرر هو المجتمع، والخاسر هو أجيال الشباب ، ومع التطور التكنولوجي الكبير والطفرة التي يشهدها العالم الأن على هذا الصعيد، ينبغي التنبُّه إلى أن هذه الوسائل لها وجهان الأول فيهما حسن ، وهو تسريع وصول المعلومات والتغلب على العديد من المشكلات والعوائق، والثاني مضاد وهو وجهٌ قبيح يتمثَّل في إساءة استغلالها لخدمة أغراض خبيثة لا تسعى إلا إلى الخراب والدمار، لتحقيق مصالح لا نعلم إن كانت شخصية أو سياسية، لكن الشيء المؤكد الذي نعلمه بلا شك أنها تُلبي ميول ورغبات مشبوهة من الصعوبة ان نتدارك آثارها بسهولة.




قد يعجبك ايضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.