ثروات الصحراء المغربية وتنميتها تناقش بالداخلة

جريدة فاص

تداول مجموعة من الخبراء والباحثين موضوع “الصحراء المغربية: ثروات وتنمية جهوية” ضمن ندوة نظمتها، اليوم الجمعة بالداخلة، الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة الداخلة ـ وادي الذهب. ويعد هذا اللقاء العلمي، المنظم بشراكة مع ولاية جهة الداخلة – وادي الذهب والمجالس المنتخبة بمناسبة تخليد اليوم العالمي للمرأة،

الندوة تم خلالها ابراز المكانة التي تحظى بها جهة الداخلة ـ وادي الذهب،

بسط فيها عبد الله المتقي، عضو المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، مميزات المرحلة التأسيسية للنموذج التنموي الجديد بالأقاليم الجنوبية للمملكة.

وأشار، في هذا الصدد، إلى تكليف صاحب الجلالة الملك محمد السادس للمجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، بإعداد نموذج تنموي يمكن تنفيذه على أوسع نطاق، بتضافر جهود جميع المتدخلين، من سلطات محلية ومنتخبين وساكنة ومجتمع مدني بالجهات الجنوبية الثلاث، وذلك في إطار تنزيل ورش الجهوية الموسعة.

وأكد السيد المتقي، في مداخلة حول”النهضة التنموية للأقاليم الجنوبية”، أن النموذج التنموي الذي أعده المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، يرتكز بالأساس على مقاربة تشاركية تضمن انخراط الساكنة في المشاريع التي تم اختيارها في إطار هذا النموذج التنموي.

وأشار إلى أن هذا النموذج التنموي الجديد، الذي تم إطلاقه في 2015 تحت الرئاسة الفعلية لجلالة الملك محمد السادس، يشمل العديد من الأوراش الهيكلية الكبرى، التي تهدف إلى إحداث تأثير إيجابي على مستوى عيش الساكنة المحلية، مع الأخذ في الاعتبار الخصوصيات الاجتماعية والبيئية والثقافية.

من جانبها، أبرزت السيدة الجيدة اللبيك، مديرة الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين، الدور الريادي الذي اضطلعت به المرأة في مجال المقاومة بالأقاليم الجنوبية عموما وبجهة الداخلة – وادي الذهب على وجه الخصوص، سواء من حيث تقديم الدعم المادي للمقاومين، أو المشاركة الفعلية في المقاومة (من خلال نقل الرسائل من منطقة إلى أخرى).

وأكدت السيدة اللبيك، في مداخلة بعنوان “تاريخ المرأة المقاومة بالصحراء المغربية”، أن هذا الدور لم يكن ليتأتى للمرأة الصحراوية لولا المكانة المهمة التي تحظى بها داخل المجتمع الحساني، الذي يحث على احترام المرأة ومساواتها في الحقوق والواجبات مع شقيقها الرجل.

وفي السياق ذاته، تطرقت السيدة مغلاها الدليمي، مديرة المكتبة الوسائطية بالداخلة، إلى أهمية التشريعات الوطنية، التي أعطت للمرأة المغربية مكانة متميزة داخل المجتمع، من خلال دستور 2011، ومقتضيات القانون الجنائي، ومدونة الشغل، مع التركيز على منح النساء فرصا أكبر للانخراط في الشأن المحلي عبر تخصيص كوطا للنساء سواء في البرلمان، أو المجالس المنتخبة.

وأشارت السيدة الدليمي، في مداخلة حول “مكانة المرأة بجهة الداخلة – وادي الذهب”، إلى أن مصادقة المغرب على الاتفاقيات الدولية لمناهضة كل أشكال التمييز ضد المرأة تجسد الانخراط القوي للمملكة في الجهود الرامية إلى الارتقاء بوضعية المرأة في شتى المجالات.

وأكدت أن المرأة في جهة الداخلة – وادي الذهب، استفادت من كل الأوراش الكبرى التي تهم مجال حماية حقوق المرأة، والنهوض بأوضاعها، مما شجع نساء من الجهة على خوض غمار العمل السياسي، كمنتخبات في البرلمان والمجالس المحلية، ومسؤولات في قطاعات حكومية، وفاعلات جمعويات مؤثرات في اتخاذ القرارات على المستوى الجهوي، ومساهمات في التمية المحلية كمقاولات في القطاع الخاص.

بدورها، استعرضت فوزية الحيسن، الأستاذة بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، في مداخلة حول “المؤهلات الجيولوجية بجهة الداخلة – وادي الذهب”، تجربتها في العمل الميداني حول جيولوجيا الصحراء المغربية، التي انطلقت منذ 2010، بشراكة علمية مع المكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن، وجامعة الحسن الثاني وجامعة غرناطة، التي تعرفت من خلالها على ثلاثة آلاف مليون سنة من الحكاية الجيولوجية بهذه المنطقة، والتي تم نشرها في مجلات علمية عالمية.

من جهتها، أكدت حسناء الشناوي، الأستاذة بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، في مداخلة حول “نيازك الصحراء المغربية: تراث مميز في العالم في خدمة التنمية الجهوية”، على أهمية النيازك التي هي عبارة عن أحجار سماوية وعينات من مجموعة من الكواكب أو الكويكبات، مشيرة إلى أن المغرب يتوفر على أزيد من 13 ألف عينة من النيازك المعترف بها عالميا، معظمها تم العثور عليه في الصحراء المغربية، مما منح إشعاعا عالميا إيجابيا للمملكة.

ومن جانبها، أكدت ارحيمو الحمومي، الأستاذة الباحثة بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، في مداخلة حول”المؤهلات البيولوجية لجهة الداخلة – وادي الذهب”، على أهمية التنوع البيولوجي بالجهة، التي تتوفر على أنظمة بيئية متميزة تجمع بين الساحل والصحراء، مشيرة إلى أنه تم تصنيف موقعين بهذه الجهة كمناطق رطبة على الصعيد العالمي، وهما “خليج وادي الذهب” في 2005، و”سبخة إمليلي” في 2019.

يشار إلى أن هذا اللقاء، الذي احتضنته قاعة الاجتماعات التابعة للغرفة الفلاحية بجهة الداخلة – وادي الذهب، يندرج ضمن التظاهرة التربوية الإشعاعية “متألقات في خدمة القضية الوطنية وتنمية الأقاليم الجنوبية”، التي تشكل اعترافا بالدور الرائد للمرأة المغربية في ترسيخ الهوية الوطنية والدفاع عن الوحدة الترابية.

اقتباس و م ع




قد يعجبك ايضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.