الصحافة في المغرب مهنة تحتضر أمام أنظار وصمت المسؤولين

جريدة فاص

هشام فضيلي

شخصيا لا أفهم معنى استمرار المعهد العالي للإعلام والاتصال، وأيضا التكوينات المفتوحة في الجامعات ذات الصلة بالصحافة من إجازة وماستر، ما دام أن كل من هب ودب يصبح صحفيا بقدرة قادر من دون دبلوم او تكوين ..
قبل مدة ليست بالطويلة تم تفعيل المجلس الوطني للصحافة كهيئة موكل اليها بالدرجة الأولى التنظيم الذاتي للمهنة، ومحاربة المتطفلين على القطاع واعادة الاعتبار للصحافيين المهنيين، لكن للأسف لا شيء تغير بين الأمس واليوم، بل زادت الأمور سوءا وتعقيدا. كيف لا وقد أصبح الكل بين ليلة وضحاها صحفيا ومراسلا، موظفون من قطاعات مختلفة واصحاب مهن حرة وحرفيون .. دون الخوض في تلك المهن وذكر كل واحدة منها على حدة.
إن المئات من خريجي المعهد العالي للإعلام والاتصال، والتكوينات المحدثة من طرف المعاهد والكليات والمؤسسات الجامعية العمومية، والخاصة وجدوا أنفسهم في وضع عطالة طويلة الأمد، وفي منافسة غير شريفة مع الدخلاء على القطاع الذين يعرضون خدماتهم على أصحاب المقاولات الاعلامية المعدودة على رؤوس الأصابع، إما بالمجان أو بتعويضات زهيدة كل 3 أشهر فتكون الغلبة لهم على حساب شباب أحبوا هذه المهنة، ودرسوا لسنوات أصولها وقواعدها.
كما لا افهم استمرار فتح تكوينات للدكتوراه في تخصص الإعلام ما دام أن الوزارة الوصية على قطاع التعليم العالي، لا تفتح مناصب لأساتذة التعليم العالي في تخصص الإعلام وهو أمر غريب وغير مفهوم.
كما أن قطاع الاتصال بصفته القطاع الحكومي المكلف بالإعلام في بلدنا، مطالب بإعادة النظر في معايير الدعم الموجهة للمقاولات الإعلامية، لأنه لا يعقل أن يستمر نفس نهج الدعم المعتمد لسنوات الذي غيب دعم الشباب من خريجي الاعلام حاملي المشاريع في إحداث مقاولتهم الإعلامية، عوض توجيه الدعم بصفة كلية للمقاولات القائمة والموجودة أصلا، لأن فئة الشباب من خريجي الإعلام والاتصال من حملة المشاريع يستحقون بدورهم التفاتة عاجلة، وإطلاق خطة إنقاذ لهذه المهنة من وضع الاحتضار الذي تعيش فيه.




قد يعجبك ايضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.