مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين ببني ملال خنيفرة” يبنن سيناريوهات الدخول المدرسي 2020\2021

ذ /عبد اللطيف شعباني* ( بتصرف ):

قدم السيد مصطفى السليفاني مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين ببني ملال خنيفرة في حوار له مع وكالة المغرب العربي للأنباء توضيحات بشأن الموسم الدراسي الجديد، والاستعدادات الجارية لإنجاحه في ظل ظرفية استثنائية يميزها انتشار جائحة كورونا، حيث عملت الأكاديمية على برمجة العديد من التدابير والإجراءات التي تهم مختلف مجالات التدخل في إطار مخطط عمل جهوي متعدد المداخل، ومن بينها:
تنظيم وعقد لقاءات تواصلية وتنسيقية مع مختلف المتدخلين التربويين (مفتشات ومفتشي التعليم، ومديرات ومديري المؤسسات التعليمية، والأطر التربوية…) والشركاء (ممثلي السلطات، وممثلي القطاعات الوزارية الأخرى، والهيئات المهنية…) على المستويات المحلية والإقليمية والجهوية، من أجل وضع خطط عمل محلية على صعيد كل مؤسسة تعليمية وإقليمية وجهوية أخذا بعين الاعتبار الخصوصيات الإقليمية والمحلية والوضعية الوبائية.

وفي ما يخص التخطيط والخريطة المدرسية فقد انطلقت عملية إعداد الخرائط التربوية للموسم الدراسي 2021-2020 منذ شهر شتنبر 2019، وتهدف بشكل أساسي إلى إعداد بنيات تربوية مستقرة للمؤسسات التعليمية خلال الدخول المدرسي، وضمان انطلاق الدراسة في الآجال المحددة في مقرر تنظيم السنة الدراسية.
وفي ما يتعلق بملف تدبير الموارد البشرية فقد تم إنجاز مختلف الحركات الانتقالية العادية ولأسباب صحية المتعلقة بهيئة التدريس وأطر الإدارة التربوية وباقي الهيئات، والعمليات المتعلقة بالاستيداع الإداري والتقاعد، وكذا العمليات المتعلقة بتعيين خريجي مسلك الإدارة التربوية وتعيين أطر الأكاديمية الجدد، وخريجي مركز تكوين مفتشي التعليم. تسريع وتيرة إنجاز الإحداثات الجديدة (مدارس جماعاتية، ومدارس ابتدائية، وثانويات إعدادية وتأهيلية وداخليات…)، والتوسيعات، وتعويض البناء المفكك بالصلب، وتأهيل المؤسسات التعليمية، ثم تطوير وتعميم التعليم الأولي.

لقد وضعت وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي ثلاث صيغ أخذا بعين الاعتبار تطور الوضعية الوبائية ببلادنا:

الصيغة الأولى: في حالة تحسن الوضعية الوبائية والعودة إلى الحياة الطبيعية، سيتم اعتماد التعليم الحضوري مائة بالمائة.

الصيغة الثانية: في حالة وبائية تتحسن ولكن تستدعي الالتزام بالتدابير الوقائية، سيتم تطبيق التعليم بالتناوب بين الحضوري والتعلم الذاتي. الصيغة الثالثة: في حالة تفاقم الحالة الوبائية، لا قدر الله، سيتم الاحتفاظ بالتعليم عن بعد فقط.

ونظرا للحالة الوبائية التي تشهدها بلادنا، والتي تتسم بارتفاع كبير في عدد الحالات الإيجابية، وفي عدد الأشخاص في وضعية حرجة وعدد الوفيات، فقد تقرر اعتماد صيغة تربوية مزدوجة بداية الموسم الدراسي الحالي تعتمد على « التعليم عن بعد » من خلال دروس مصورة عبر القنوات التلفزية، وتوفير موارد رقمية عبر المنصات الإلكترونية التي وضعتها الوزارة، وكذا من خلال تنظيم حصص دراسية عبر الأقسام الافتراضية والتي تمكن من التواصل المباشر بين الأطر التربوية والمتعلمين وكذا جميع الوسائل المتاحة، مع توفير « تعليم حضوري » بالنسبة للمتعلمين الذين سيعبر أولياء أمورهم، عن اختيار هذه الصيغة.

مع الإشارة إلى أنه يمكن في أي محطة من الموسم الدراسي 2021-2020، وفق تطور الوضعية الوبائية ببلادنا والتغيرات التي قد تطرأ عليها مستقبلا، تكييف الصيغة التربوية المعتمدة على المستوى المحلي أو الإقليمي أو الجهوي بتنسيق مع السلطات المحلية والصحية.

إن اختيار هذه الصيغة أملته الوضعية الوبائية التي تشهدها بلادنا، وبالنظر لاعتبار الأسر متدخلا أساسيا في المنظومة التربوية. ويهدف إلى تحقيق الأهداف التالية:

ضمان حق المتعلمات والمتعلمين في التمدرس.

ضمان الانصاف وتكافؤ الفرص بين جميع المتعلمات والمتعلمين، ومراعاة التفاوتات في الولوج إلى التعليم عن بعد. الحفاظ على صحة وسلامة التلميذات والتلاميذ والأطر التربوية والإدارية. إعطاء انطلاق الدراسة في الوقت المحدد، وذلك حفاظا على ارتباط التلاميذ بالمدرس (ة)، وضمانا للزمن التربوي.

منح الأسر إمكانية اختيار صيغة « التعليم الحضوري » في إطار المقاربة التشاركية في اتخاذ القرار التربوي، ومن جهة أخرى تجاوبا مع رغبة بعظهم في استفادة بناتهم وأبنائهم من هذا النمط بالنظر لإكراهات شخصية أو لعدم توفرهم على وسائل الولوج إلى التعليم عن بعد.

مساهمة الأسر في تحسيس الأطفال واليافعين بخطورة الفيروس وضرورة احترام التدابير الوقائية، وهو ما سيساهم في التعبئة الجماعية والمجهود الوطني لمواجهة هذا الفيروس، كما دعا إلى ذلك صاحب الجلالة الملك محمد السادس في خطابه السامي بمناسبة الذكرى السابعة والستين لثورة الملك والشعب.

لقد عملت مصالح الوزارة على توفير آليتين أساسيتين لأولياء أمور التلميذات والتلاميذ لتبسيط هذه العملية، من خلال وضع رهن إشارتهم استمارة مبسطة لطلب الاستفادة من التعليم الحضوري بالمؤسسات التعليمية العمومية والخصوصية، من أجل تعبئتها وإيداعها لدى المؤسسات التعليمية، ومن جهة ثانية، واستثمارا لنظام المعلومات الهام « مسار » الذي تتوفر عليها الوزارة، خلقت خدمة إلكترونية « ولي » يتم من خلالها التعبير عن الرغبة من الاستفادة من التعليم الحضوري، مباشرة، دون الحاجة إلى التنقل إلى المؤسسات التعليمية، من خلال الولوج إلى الرابط https://massarservice.men.gov.ma/waliye في حالة توفرهم على القن السري، أو الرابط https://massarservice.men.gov.ma/waliye/FicheDmdScoPresentiel في حالة عدم توفرهم على القن السري.

وذلك ابتداء من فاتح شتنبر 2020، على أن تقوم الأسر بالتعبير عن اختيارها في أجل أقصاه يوم الخميس 3 شتنبر المقبل.

أما تاريخ انطلاق الموسم الدراسي بالنسبة لجميع الأسلاك والمستويات بكافة المؤسسات التعليمية العمومية والخصوصية ومدارس البعثات الأجنبية فهو 7 شتنبر 2020.
وحفاظا على صحة وسلامة التلميذات والتلاميذ والأطر التربوية والإدارية، ستقوم الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة بني ملال-خنيفرة بتطبيق بروتكول صحي صارم، يراعي التدابير الوقائية والاحترازية التي وضعتها السلطات الصحية، ولا سيما إلزامية وضع الكمامات انطلاق من السنة الخامسة ابتدائي فما فوق، وغسل وتطهير اليدين بشكل منتظم، وكذا احترام مسافة التباعد الجسدي من خلال تقليص عدد التلاميذ داخل الأقسام الدراسية، والتعقيم المستمر لمختلف مرافق المؤسسات التعليمية.

هذا وضمانا لمصداقية شهادة البكالوريا، وبالنظر إلى الوضعية الوبائية التي تشهدها بلادنا، فقد تقرر تأجيل الامتحان الجهوي الموحد للسنة أولى بكالوريا إلى وقت لاحق حينما تتوفر الشروط الملائمة لتنظيمه.

وجدير بالذكر أن النقطة المتعلقة بهذا الامتحان يتم احتسابها بنسبة 25 في المائة في النتيجة النهائية للسنة الثانية بكالوريا. ونتيجة هذا الامتحان لا تأخذ بعين الاعتبار في الانتقال من السنة الأولى بكالوريا إلى السنة الثانية بكالوريا وذلك على غرار ما هو معمول به منذ سنوات.

وأود من جهة أخرى أن أتقدم بجزيل الشكر والامتنان لأطرنا التربوية والإدارية من مختلف مواقعها ومسؤولياتها عن روح المواطنة العالية التي عبروا عنها خلال الموسم الدراسي الماضي، وانخراطهم التام وإنجاحهم لمختلف المحطات التربوية المتمثلة في ضمان الاستمرارية البيداغوجية سواء من خلال المساهمة في إعداد الدروس المصورة التي تم بثها على مختلف القنوات الوطنية والمنصات التعليمية، أو من خلال التدريس باعتماد الأقسام الافتراضية، أو استثمار مختلف الوسائل التواصلية الأخرى، وكذا مساهمتهم في إعداد وتمرير الاستحقاق الوطني المتمثل في امتحانات البكالوريا.

يجدر التأكيد أن هذا الموسم الدراسي الحالي يشهد انخراط كافة المتدخلين التربويين إما من خلال التعليم « عن بعد » أو « التعليم الحضوري ».

*مدير ثانوية بالمديرية الاقليمية خريبكة




قد يعجبك ايضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.