عبد الله غزوني
أيام قليلة فقط تفصلنا عن الإنطلاق الفعلي لأول مجموعة صحية ترابية بالمملكة، وهي تجربة رائدة تأتي تنفيذا للتوجهات الملكية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وايده. هذه الخطوة الكبرى في مسار اصلاح المنظومة الصحية كان يفترض أن تشكل بداية مرحلة جديدة عنوانها الشفافية، القرب، والعمل التشاركي مع مختلف المتدخلين.
غير أن ما يثير الكثير من التساؤلات اليوم هو غياب أي مبادرة ملموسة من طرف المسؤول الأول عن المجموعة الصحية بجهة طنجة تطوان الحسيمة. فمنذ تعيينه من قبل جلالة الملك، لم يسجل له أي تحرك بارز في الجهة، لا لقاء مع النقابات والفرقاء الاجتماعيين، ولا حتى خروج إعلامي يوضح معالم خطة العمل المستقبلية. هذا الغياب خلق انطباعا عاما بأن باب المسؤول لا يزال موصدا، في وقت كان الجميع ينتظر اشارات ايجابية لبداية مرحلة جديدة.
في المقابل، تواصل وزارة الصحة والحماية الاجتماعية عقد اللقاءات، أخرها الاجتماع الذي نظمته في اواخر يوليو الماضي لإطلاع الشركاء على تفاصيل المجلس الاداري المرتقب للمجموعات الصحية. الوزارة تحرص على تكريس المقاربة التشاركية والانصات لمختلف المكونات، وهو ما كان من المفترض أن يسير على نهجه مدير المجموعة بجهة الشمال.
جدير بالذكر ان هذا الاخير كان قد تعهد منذ البداية بأن بابه سيظل مفتوحا للحوار والتشاور، مؤكدا أن كل المستجدات ستعرض على النقابات والفرقاء الاجتماعيين. لكن الواقع اليوم يظهر عكس ذلك، حيث يبدو ان أول وعد قطعه قد أخلف، وهو ما يثير علامات استفهام عديدة حول مدى جاهزية هذه التجربة الجديدة للنجاح.
إن مشروع المجموعات الصحية الترابية يمثل ورشا اصلاحيا ضخما، لكن نجاحه يظل رهينا بمدى قدرة المسؤولين على اشراك مختلف المتدخلين واقناعهم بجدية المشروع. فاي إصلاح دون حوار حقيقي وتواصل فعال يبقى ناقصا ومعرضا للتعثر.
السؤال المطروح اليوم هو هل سيتدارك مدير المجموعة الصحية بجهة طنجة تطوان الحسيمة الموقف قبل فوات الاوان، ويبادر الى فتح قنوات التواصل مع النقابات والمهنيين والفاعلين المحليين؟ ام أن البداية ستسجل بانتكاسة تضعف ثقة الفاعلين في هذا الورش الملكي الطموح؟

