اكتشاف معدني هام بورزازات يفتح آفاقا جديدة للتنمية والاستثمار

أعلنت شركة Morocco Strategic Minerals Corporation الكندية، المدرجة في بورصة تورونتو (TSXV: MCC)، عن نتائج مشجعة للغاية ضمن برنامجها لأخذ عينات النحاس والذهب بمشروع BMR، الواقع على بعد 24 كيلومتراً جنوب شرق مدينة ورزازات، مما يعكس تنامي اهتمام المستثمرين الدوليين بالثروات المعدنية للمملكة.

وكشفت الحملة الميدانية المكثفة التي نفذت في ماي 2025، عن معطيات واعدة، إذ سجلت 37 عينة من أصل 67 نسباً عالية من النحاس تجاوزت 2%، مع بلوغ تركيز أقصى بـ9.33%. كما سجل الذهب نسبة بلغت 0.43 غرام/طن، إلى جانب وجود لافت للفضة بتركيز بلغ 52 غراماً/طن في إحدى العينات.

هذه النتائج لا تقتصر على الجانب الجيولوجي فحسب، بل تفتح الباب أمام فرص اقتصادية واجتماعية مهمة لصالح جهة درعة-تافيلالت، التي ظلت لسنوات تعاني من تحديات تنموية هيكلية كارتفاع معدلات البطالة، وضعف البنيات التحتية، وغياب المشاريع الصناعية الكبرى.

يمتد موقع المشروع على مساحة 9 كيلومترات مربعة، ويستفيد من موقع استراتيجي على مقربة من الطريق الوطنية رقم 9 الرابطة بين ورزازات وزاكورة، ما يعزز جاذبيته من الناحية اللوجستيكية لتطوير وحدات إنتاج وتحويل معدني محلي.

وأفادت الشركة بأن نمط التمعدن المكتشف يوحي بوجود نظام معدني متعدد العناصر على نطاق واسع، ما يعزز احتمال اكتشاف رواسب إضافية من الذهب، والفضة، والمعادن الصناعية. ولهذا الغرض، تعتزم الشركة الشروع في دراسات جيوفيزيائية متقدمة، وأعمال حفر، ورسم خرائط جيولوجية مفصلة لتحديد مدى اتساع هذا الاكتشاف.

وفي ظل هذه المؤشرات الإيجابية، تبرز الحاجة الملحة إلى تعبئة مؤسساتية فاعلة من طرف الجهات المعنية، خاصة وزارة الانتقال الطاقي والمعادن، والمركز الجهوي للاستثمار بدرعة-تافيلالت، من أجل مواكبة هذا المشروع الواعد وضمان اندماجه في رؤية تنموية شاملة.

فالخيرات المعدنية لا تُمثل مجرد موارد طبيعية قابلة للاستخراج، بل أدوات استراتيجية لبناء اقتصاد جهوي صاعد، يقوم على تثمين الثروات محلياً، وإحداث فرص شغل مستدامة، وتقليص الفوارق المجالية، وبناء منظومة إنتاجية متكاملة.

ويُنتظر، في حال تم تدبير هذا الاكتشاف وفق مقاربة مبنية على الشفافية، والنهوض بالمسؤولية الاجتماعية، والشراكة بين الدولة والمستثمرين والساكنة المحلية، أن يشكل جنوب شرق المغرب قطباً تعدينياً جديداً، يفتح آفاقاً اقتصادية واعدة للمنطقة وساكنتها.




قد يعجبك ايضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.