فضاء خافت……

ذ رحال لحسيني

الهواء عذب ورطب ولاذع، الصباح باكر وفاقع.
يمشي نحو حتف سريره، سقطت قدماه فوق كساء لحد شاسع.

حقيبة تهوي فجأة في ترانيم ظلام مهمل.
فوهة أيام فاترة تحمل هباء الود، رائحة “الفوسفاط” دافئة تعلو فوق منارات النرد.

أصابع شوك تحمل أسلاك هضبة فاتنة الوهج.
تفرش نسيم سطحها المتشقق لصدى انفجارات الذاكرة. مشاغل أيام لا ترتاح في ذهنه.

أحزمة ماء تهيم نحو خندق عتيد قاس.
“الجرف” يُلاطف صدر غاز شديد الضيق.
معامل مثخنة ببقايا زكام اللئام، ينام بمرفئه.

بواخر تنادي سفر ليلي، يهوى الصد والأمنيات. أرض حبلى بأناشيد أطفال قادمين من بعيد.
عملة صعبة جدا، تستريح حين تجتياز الحدود.

أمواج تئن من شدو لحن غامض.
تعب يفصل النسيان عن الذكريات.
وقت مضى وأوان انقضى وحين فات.

27 يناير 2025