شركة “ساوند إنرجي” تصر على البقاء بالمغرب وترفض الاستثمار في الجزائر

رفضت شركة طاقة بريطانية الاستثمار في الجزائر، مشيرةً إلى مواصلة أعمالها في المغرب لسنوات مقبلة، من خلال مشروعات الغاز والتنقيب عن الهيدروكربورات.

وكشفت شركة ساوند إنرجي (Sound Energy) عن عزمها مواصلة استكشاف الغاز في المغرب، في أعقاب ما تردد عن رغبة الخروج من المملكة بعد بيع أصولها إلى شركة مناجم المغربية.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة “ساوند إنرجي” غراهام ليون، في تصريحات صحفية: “لن أستثمر في الجزائر لأسباب مختلفة.. لقد حاولت القيام بذلك، ولم يكن الأمر جيدًا وكان من الصعب جدًا الدخول في مشروعات هناك”.

كما رفض ليون الاستثمار في نيجيريا رغم احتياطيات الغاز الوفيرة هناك؛ نظرًا لصعوبة الأمر، وفقًا لتصريحاته.

وأضاف: “كل شيء مختلف تمامًا في المغرب.. يقولون نريدك أن تأتي وتستثمر، ونريدك أن تحفر بعض الآبار، ونريدك أن تقوم ببعض الاستكشاف، وسنمنحك إعفاءً ضريبيًا لمدة 10 سنوات، وعقدًا مدته 25 عامًا”.

وشهدت أنشطة ساوند إنرجي للتنقيب عن الغاز في المغرب نشاطًا، خلال الأشهر الأخيرة؛ إذ تقترب من تحقيق أول العائدات من حقل تندرارة، فضلًا عن تمديد تراخيص حقل أنوال، وتسوية مشكلاتها مع السلطات الضريبية، وصولًا إلى استحواذ مناجم على غالبية أسهم فرعها النشط في المملكة.

ووافق المكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن في يوليوز المنصرم على تمديد 24 شهرًا للمدة الأولية لتصاريح استكشاف حقل أنوال للغاز في خطوة تجسد مساعي ساوند إنرجي لتسريع وتيرة التنقيب عن الغاز في المغرب.

كما وافق مجلس إدارة شركة مناجم -وهي أكبر شركة تعدين في المغرب- يوم 18 يوليوز على اتفاقية شراء أصول ساوند إنرجي المغربية، التي تصل قيمتها إلى 45.2 مليون دولار.

وتقضي صفقة ساوند إنرجي ومناجم حول أصول الغاز في المغرب بأن تظل 20% من حقوق إنتاج حقل تندرارة في يد الشركة البريطانية، بالإضافة إلى 27.5% من حقوق العمل في الاستكشاف والإنتاج في حقلي “تندرارة الكبير” و”أنوال”.

وجاءت عملية البيع بهدف تطوير الإنتاج في حقل غاز تندرارة بشرق البلاد، الذي من المتوقّع أن يبدأ الإنتاج العام المقبل (2025)، بطاقة تبلغ 100 مليون متر مكعب سنويًا.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة ساوند إنرجي، غراهام ليون، في حوار مع موقع “اقتصادكم”، “لدينا حقل غاز كبير في المغرب، تبلغ احتياطياته 370 مليار قدم مكعبة، يجري الآن تطوير المرحلة الأولى منه، وسيُبَاع خلالها الغاز إلى السوق المحلية من خلال المشترين الصناعيين”.

وأضاف: “تتضمّن المرحلة مشروعًا للغاز المسال، من خلال نقل الغاز من تندرارة عبر الشاحنات إلى السوق في غرب البلاد، بالإضافة إلى مشروع أكثر أهمية من خلال بناء خط أنابيب وربطه بخط أنابيب الغاز المغاربي الأوروبي الذي يمر عبر شمال المغرب نحو إسبانيا”.

أنبوب الغاز المغاربي الأوروبي

وأكد الرئيس التنفيذي لـ”ساوند إنرجي” أن شركته ستبدأ قريبًا في تنفيذ مشروع للربط مع خط أنابيب الغاز المغاربي الأوروبي، من أجل نقل غاز حقل تندرارة إلى السوق المحلية وتصديره إلى الخارج.

وقال: “المغرب لديه خط أنابيب يبدأ من الجزائر، ويمر عبر أراضي المملكة، نسعى إلى الارتباط به، وهذا يتطلب منا بناء خط أنابيب بطول 120 كيلومترًا، وهو ما نخطط له حاليًا، وحصلنا على تمويل من قِبل التجاري وفا بنك، للبدء في تطوير المشروع من أجل بيع الغاز عبر خط الأنابيب”.

وأشار إلى أنه توجد على خط الأنابيب محطتان لتوليد الكهرباء تعمل بالغاز تستعمل حاليًا غازًا باهظ الثمن من إسبانيا لتزويدها بالوقود، ومن الأفضل استعمال الغاز المنتج محليًا في محطات الكهرباء المغربية.

وشدد على أن شركته تتلقّى دعمًا من الحكومة المغربية ولديها عقد لبيع الغاز مع المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب، وتعمل بالتنسيق مع شريكها الجديد مناجم، لتقديم حلول مغربية من خلال حقل غاز تندرارة لتغذية محطات الكهرباء بالطاقة، وهو ما يمثل صفقة رابحة للمغرب.

الاستثمار في المغرب

ونفى غراهام ليون وجود نية لدى ساوند إنرجي بالتخارج من سوق الغاز في المغرب، مشيدًا بالدعم الذي تتلقّاه الشركة البريطانية من وزارة الطاقة، والمكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن، والمصارف المحلية، داعيًا الشركات البريطانية الأخرى للقدوم والاستثمار في المغرب.

وقال: “نمتلك ترخيصًا في جنوب المغرب، خلال مرحلة مبكرة جدًا من الاستكشاف؛ لذلك هناك حاجة لتسريع أعمال التطوير في تندرارة، وأن ننتج الغاز في نهاية هذا العام، أو أوائل العام المقبل، لاتخاذ القرار الاستثماري النهائي لمشروع خط الأنابيب”.

وكشف ليون عن مزايا الاستثمار في المملكة، قائلًا: “الاستثمار في المغرب أمر إيجابي للغاية؛ إذ يدعمون العمل بشكل كبير ويشجّعون الشركات البريطانية، ليس فقط في قطاع النفط والغاز، ولكن في أي قطاع آخر”.

وأضاف: “يتمتع المغرب ببيئة ودية، وسيادة قانون جيدة، وحكومة جيدة، ووضع مالي جيد، وضرائب جيدة في الغالب؛ إذ كانت لدى الشركة بعض المشكلات مع الضرائب، وتمت بتسويتها، وهناك توازن جيد بين تقديم المكافأة الجيدة والتشجيع على الاستثمار؛ لذا فالمغرب مكان ممتاز للقيام بالأعمال التجارية”.

وأوضح أن الاستثمار في الطاقة المتجددة والهيدروجين من ضمن اهتمامات شركته لزيادة استثماراتها في المغرب خلال المدة المقبلة، مشيرًا إلى خطط شركته لاستغلال مصادر الطاقة المتجددة في تندرارة، من خلال بناء محطة بقدرة بين 10 و20 ميغاواط لتأمين احتياجات المشروع من الكهرباء، وهو ما يتيح توفير الغاز من أجل زيادة مبيعاته للسوق المحلية أو التصدير مستقبلًا.

 




قد يعجبك ايضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.