تامدلت مزارع البطيخ الاحمر تهدد بطمس الموقع الاثري باقليم طاطا

جريدة فاص 

زين الدين بواح

 

يعد اقليم طاطا في الآونة الأخيرة الوجهة المفضلة للمستثمرين في زراعة البطيخ الأحمر بفضل عوامل عديدة، منها الطبيعية فهي غنية بالمياه الجوفية والتي يمكن إيجادها على عمق يتراوح بين 7 أمتار إلى 30 مترا،إضافة إلى سهولها المترامية الأطراف دات التربة الطينية الرملية ويبقى أهم سبب غياب التعقيدات الإدارية ، دون أن ننسى سعي المستثمرين الزراعيين إلى تحقيق الربح السريع، خاصة مع الإقبال الكبير على استهلاك هذه الفاكهة في فصل الصيف داخل المغرب وخارجه، فيجدون في الإقليم ملاذا لرخص اليد العاملة وغياب السؤال عن الحقوق الاجتماعية للأجراء.

فبالإضافة إلى تأتير هذه الزراعة الدخيلة على الفرشة المائية وتهديد مستقبل واحات الإقليم وحقوق الأجيال القادمة في الحصول على الماء أضحت تشكل تهديدا حقيقيا على المواقع الأثرية ولعل ابرزها موقع المدينة التاريخية تامدلت بجماعة تزونين قيادة ايت وابلي الذي وصلت إليه ايادي الجشع ، وكما جاء على لسان الطالب الباحث في سلك الدكتوراه ياسين اكنتور المهتم بتاريخ المدينة الأثرية فإن المسافة الفاصلة بين بلدة توزونين وموقع انقاض الضريح وبعض الأطلال الأخري هو خمس كيلومترات و جلها مزروعة الآن بالدلاح الامر الذي قد يؤدي إلى طمس معالم قد تكون مدفونة تحت التراب

واعتبر الطالب الباحث أن المساحة المحيطة بالموقع الأثري كلها يجب ان تتم حمايتها إذ يمكن ان تشكل موضوعا للبحث قد نجد فيها اثار تجيب عن السؤال الذي حير المهتمين بتاريخ المدينة حول أسباب اندثارها و أضاف الطالب الباحث انه في الوقت الذي وجه فيه المعهد الوطني لعلوم الاثار والتراث اهتمامه بالموقع ووضع برنامجا للابحاث الأركيولوجية لازال متواصلا و من المحتمل أن ينتهي سنة 2022 نجد للاسف من ابناء الإقليم و مسؤوليه من لا يعير أدنى اهتمام للتراث والثقافة بالمنطقة وذلك لغياب الوعي بأهمية التراث لديهم وفي ختام مداخلته ناشد الطالب ياسين اكنتور المجتمع المدني المحلي أن يبادر لتوعية المواطنين بالمكانة التاريخية للموقع الذي يمارسون فيه نشاطهم الاقتصادي وبالتالي إشراكهم في حمايته كما حمل وزارة الثقافة و السلطة المحلية و نواب الأراضي السلالية و ساكنة توزونين مسؤولية الخراب الذي قد يلحق بالموقع التاريخي داعيا الجميع إلى تحمل مسؤوليته.

بدورنا حملنا أسئلة و مخاوف الطالب الباحث ياسين اكنتور الى الوزارة الوصية على قطاع الثقافة فأكد لنا السيد العربي بوروان المحافظ الجهوي على المأثر التاريخية بسوس ماسة أن إدارته لايمكن أن تتذخل من تلقاء نفسها في مثل هكذا تجاوزات ولكن لابد من التوصل بمراسلة من السلطة المحلية على اعتبار أن الموقع لم يتم تسجيله بعد في قائمة التراث الوطني داعيا هو الأخر السلطة المحلية و الجمعيات المحلية المهتمة إلى التعاون في هذا الجانب لتحصين التراث المحلي واكذ على أن إدارته تعد ملف تسجيل موقع مدينة تامدلت ضمن سجل التراث الوطني بالنظر الى الإشارات الإيجابية التي حملتها الأبحاث التي تمت مباشرتها من طرف المعهد الوطني لعلوم الأثار والتراث بشراكة مع بعثة بريطانية .

فهل سينصت الطامعون في الربح السريع لنداء المختصين و يكفوا محارثهم عن مجال الموقع الأثري ؟ أم سنضيف معاولهم الى عوامل الطبيعة التي تعمل على طمس معالم إرث تاريخي قد يساهم في تنمية وازدهار اقتصاد المنطقة ؟




قد يعجبك ايضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.