القدرات الحياتيّة الأهمّ لأطفالنا..

عبد اللطيف شعباني

تعتبر المهارات الحياتية اللبنات الأساسية التي تصقل شخصية الطفل وتساعد في إعداده لمواجهة تحديات الحياة اليومية والتكيف مع التغير المستمر للمجتمع، وذلك بتطوير قدراته على التفكير المستقل، والتواصل الاجتماعي، وتكوين صداقات مع الآخرين، وكيفية التفاعل مع المواقف المختلفة كالتعامل مع طفل متنمر أو مع مخاوفه الشخصية عندما يكون بمفرده، وغيرها من المهارات الحياتية التي تساعد في تمرين الطفل على العادات والسلوكيات الجيدة مما يحقق الاستقرار والنجاح له مدى الحياة.
يمتدّ دور التعليم إلى ما وراء الجانب الأكاديميّ. بينما تظلّ موضوعات، مثل الرياضيّات والعلوم والأدب، ضروريّة. ويبقى الاعتراف المتزايد بالحاجة إلى تزويد الأطفال بالقدرات الحياتيّة الأساسيّة للنموّ في مجتمع دائم التغيّر ضروريًّا أيضًا. تتجاوز هذه المهارات الحياتيّة التعلّم التقليديّ في الفصول الدراسيّة، وتشمل مجموعة متنوّعة من القدرات التي تعزِّز النموّ الشخصيّ والاعتماد على الذات، من التواصل وحلّ المشكلات، إلى محو الأمّيّة الماليّة والذكاء العاطفيّ، حيث يمكِّن تعليم الأطفال هذه المهارات من التغلّب على تحدّيات الحياة واغتنام الفرص بثقة. في هذا المقالة نكتشف المهارات الحياتيّة للأطفال التي يجب أن يعرفها كلّ طفل لكي يزدهر أكاديميًّا.
يجب عليك، أكنت أبًا أم أمًّا، غرس بعض المهارات الحياتيّة الأساسيّة في طفلك، بما في ذلك المهارات الاجتماعيّة والشخصيّة والتنسيق وحلّ المشكلات والمهارات الإبداعيّة. في ما يلي قائمة من المهارات الحياتيّة الأساسيّة التي يجب عليك مساعدة طفلك على اكتسابها:

الاستقلاليّة :
اسمح لطفلك بفهم بعض الأشياء بنفسه، بمنحه فرص القيام بالمهمّات والنشاطات من دون مساعدته. يساعد ذلك في بناء الثقة بالنفس واحترام الذات، ويشجّعه على القيام بمهمّات بسيطة، بالاعتماد على نفسه.

اتّخاذ القرارات :
اتّخاذ القرارات المناسبة مهارة حياتيّة رئيسة يجب أن يتعلّمها كلّ طفل ويمارسها منذ الصغر. على سبيل المثال، اسمح لطفلك بالاختيار بين أنواع مختلفة من الملابس والطعام والألعاب. يمكن أن يؤدّي تشجيع طفلك على فهم نتائج اختياراته إلى تحسين قدراته على الإدارة الذاتيّة، ولا سيّما عندما يكون اتّخاذ القرارات ناتجًا عن تعلّمه من أخطائه. ولكن، عليك تأدية دورك بإرشاد طفلك خلال هذه العمليّة لمساعدته على الموازنة بين الإيجابيّات والسلبيّات قبل اتّخاذ أيّ قرار.

الدفاع عن النفس :
تساعد مهارات الدفاع عن النفس الطفل على اكتساب الثقة بالنفس والقوّة الداخليّة، وتخدمه جيّدًا في حياته. لا يقتصر الدفاع عن النفس على حماية نفسه جسديًّا فحسب، بل يتضمّن أن يكون استباقيًّا لمنع المشكلات واستخدام الحزم للردّ على التنمّر، كما أنّه يعلّم الأطفال كيفيّة التعرّف إلى المواقف الخطرة وتقييمها قبل التعامل معها بالقوّة الجسديّة.

التفاهم :
عندما يشرح طفلك بعض المواقف الصعبة التي واجهها هو أو أصدقاؤه، شجِّعه على النظر إلى الموقف من منظور شخص آخر، وعلّمه ردود الفعل العاطفيّة التي ينقلها الناس في المواقف المختلفة. يمكن أن يؤدّي ذلك إلى تحسين مهارات حلّ المشكلات لديهم، وقدرتهم على فهم الأشخاص من حولهم، بالإضافة إلى تطوير ذكائه العاطفيّ.

إدارة الوقت:
إدارة الوقت مهارة تساعد الأطفال في كلّ نشاط يقومون به. يعلّمهم التفريق بين العمل المهمّ والعمل العاجل وتحديد أولويّات مهمّاتهم وواجباتهم. لمعرفة بعض النصائح حول كيفيّة تعليم إدارة وقت الأطفال. وللمزيد ننصحك بقراءة هذا المقال: أهمّيّة تنظيم وقت الأطفال.

المسؤوليّة الماليّة :
تُعدّ الخبرة بالمال مهارة حيويّة يجب أن يمتلكها كلّ فرد. علِّم طفلك إدارة الأموال، وكيفيّة إنفاقها بمسؤوليّة، والاستثمار بها من أجل مستقبله في سنّ مبكرة. يمكنك إعطاء طفلك مبلغًا معيّنًا من المال مرّة واحدة كلّ خمسة عشر يومًا، أو مرّة واحدة في الشهر. إذا كان طفلك يرغب في شراء شيء باهظ الثمن، فاطلب إليه توفير المال وشرائه. ستضمن هذه الممارسة تخطيط طفلك الصحيح لميزانيّته ​​وعدم الانغماس في الشراء العاطفيّ أو الاندفاعيّ.

النظافة الشخصيّة والاهتمام بالذات :
من الضروريّ تعليم طفلك أهمّيّة الصحّة والنظافة الشخصيّة منذ صغره. علِّمه، مثلًا، أهمّيّة تنظيف أسنانه بالفرشاة مرّتين يوميًّا، وغسل يديه، والاستحمام، وتناول الطعام الصحّيّ. يمكنك كذلك إدخال فوائد الطعام في عنايته الجماليّة. على سبيل المثال، إذا كان طفلك يحبّ العناية بشعره، فتحدّث عن الأطعمة التي تحتوي على البروتينات والبوتاسيوم. إذا كان طفلك يحبّ النشاط البدنيّ والرياضة، فتحدّث عن الأطعمة التي تزيد من اللياقة والقدرة على التحمّل.

آداب الطعام:
علِّم طفلك آداب المائدة الأساسيّة، مثل استخدام السكين والشوكة أثناء تناول الطعام، وغسل اليدين قبل تناول الطعام، وإغلاق فمه أثناء مضغ الطعام. بالإضافة إلى تعليمه كيفيّة التصرّف في المطعم وكيفيّة طلب الطعام.

تؤدّي القدرات الحياتيّة للأطفال إذن دورًا مكثفًّا في نموّهم وتطوّرهم بشكل عام، لأنّها تساعدهم على النجاح في مشاريع الحياة المختلفة بالطريقة الصحيحة. يسمح تعليم المهارات الحياتيّة لطفلك بإدراك إمكاناته الحقيقيّة وتحسين احترامه ذاته بجعله يشعر بمزيد من الاستقلال. يمكن أن يؤدِّي تعلّمه وتكيّفه أيضًا إلى تعزيز قدرته على اتّخاذ القرار للعيش في تناغم مع الآخرين في المجتمع. لذلك، يجب أن تفكّر في تدريس طفلك هذه القدرات الحياتيّة في سنّ مبكِرة، بطرق تجدها ممتعة ومسلّيّة. وأخيرًا، تذكّر أنّ تعليم طفلك المهارات الحياتيّة يتطلّب جهدًا وصبرًا ووقتًا وعملًا متّسقًا، لا يتحقّق إلّا بدعمك .




قد يعجبك ايضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.