جريدة فاص
أكدت مجلة “أوكي دياريو” الإسبانية الالكترونية في مقالها الخاص بالمغرب، والذي عادت فيه إلى آخر استطلاعات الرأي التي تعزز الطرح الذي جاء في التصدير : 4 مغاربة من أصل خمسة يتطلعون لمستقبل بلادهم بتفاؤل كبير.
وتساءلت: ما السبب وراء هذا التفاؤل ؟ قبل أن تعثر على الجواب في لسان كريمة بنعايش، سفيرة المملكة في اسبانيا، التي لخصت هذه الثقة في التزام الملك محمد السادس بتغيير وجه البلاد على مستويات عديدة.
وتقول بنعايش ‘‘شخصيا أجد نفسي في حالة استغراب عندما أعاين ما تحقق على الأرض من تقدم في كل مرة أزور فيها المغرب. بالنسبة لكريمة بنعايش‘‘ مفتاح التغيير يكمن في حكامة الرؤى الملكية في التنمية، فالمغرب الذي يبعد عن أوروبا ب14 كيلومتر والبلد العربي والمسلم منفتح على العالم وأوروبا، وعلى الرغم من كون الطبيعة لم يكن كريمة معه لا من خلال البترول أو الغاز، لكنه استطاع أن يضع رجليه على طريق التنمية والتعدد، ويوجد اليوم على مرمى حجر من تحقيق تحولات كبرى، توجد معالمها كوقائع للجميع
من أهم مداخل التفاؤل بمستقبل المغرب كما يراه مواطنوه، تشير المجلة الإسبانية، توجد المسألة الأمنية التي هي قضية دولة أولا وقبل كل شيء، تبرز السفيرة بنعايش، حيث أصبح المغرب معروفا في العالم أجمع كبلد مستقر ينعم مواطنوه بالأمان فوق كامل ترابه.
المغرب شريك أساسي في الحرب على الإرهاب، ويحظى بثقة دولية في مجال مكافحة الظاهرة الجهادية، وأيضا في محاربة الهجرة السرية والجريمة المنظمة، والعاهل المغربي ومن موقعه كأمير للمؤمنين، فقد كان سباقا لإحداث مؤسسة تعنى بتكوين الأئمة وفق مبادئ الإسلام المنفتح والمتسامح.
الأداء الأمني المتميز للمملكة يحمل وجها خاصا، تضيف الصحيفة الإسبانية على لسان السفيرة بنعايش: ‘‘عبد اللطيف الحموشي المدير العام للأمن الوطني ومديرية مراقبة التراب الوطني يجسد الأداء المهني العالي لهذا الجهاز، وبالنسبة للكثيرين فهو بالفعل ‘‘العين التي لا تنام‘‘ كما وصفته وسائل إعلام دولية في أكثر من مناسبة والمتعاون الذكي الذي اعترفت له أوروبا بالمجهود الوفير في الحرب على الإرهاب، فيما دول أوروبية عديدة كإسبانيا التي وشحته حكومتها مؤخرا بوسام الاستحقاق، نال العديد من تقديرات التميز والتفوق.
تفوق عبد اللطيف الحموشي لا يرتبط بالأداء المهني فقط تضيف سفيرة المغرب في إسبانيا، فالرجل ينال تقديرا إضافيا في كل ما يتعلق بالأداء الاجتماعي للشرطة المغربية ويعتبر بحق مهندس استراتيجية القرب التي صالحت المغاربة مع هذا الجهاز، وجعلتهم يعتبرون المرفق والإطار الأمني جزء لا يتجزأ من منظومتهم المعيشية اليومية.
المثال الأبرز لهذه التحولات الكبرى في المغرب تكمن، تضيف السفيرة، في تطور البنى التحتية والطرق التي توحد البلاد وتضعها على طريق التنمية الشاملة.
فالمغرب يتوفر على 1800 كيلومتر من الطرق السيارة تربط الحواضر الكبرى وتدخل ضمن مشروع شامل لربط كافة التراب المغربي ببعضه. كما يتوفر المغرب على القطار فائق السرعة الذي صار يربط طنجة بالبيضاء في ساعتين و10 دقائق.
ينضاف إلى كل هذا، رؤية 2030 الطاقية التي ستجعل المغرب يتوفر على أكبر محطة لإنتاج الطاقة الشمسية في العالم، في أفق أن يستجيب المغرب ل 52 بالمائة من حاجياته الطاقية بحلول نفس السنة اعتمادا على المصادر الطبيعية والنظيفة. على أن يظل ميناء طنجة المتوسط واحدا من أهم المشاريع الكبرى التي تترجم الانطلاقة الاقتصادية المهمة للمملكة المغربية.
ارسينيو هيدالغو رجل أعمال إسباني حاز على جائزة مدير السنة في قطاع السيارات العام الماضي، تسوق ‘‘أوكي دياريو‘‘ شهاداته لتأكيد أهمية رؤى التنمية التي يعرفها المغرب، كعارف كبير بالمملكة التي راهن على إمكانياتها من خلال إقامة شركته ‘‘أي بي بي ناتور‘‘ المتخصصة في صناعة السيارات بالمغرب التي توفر 400 منصب شغل جلهم مغاربة. يقول هيدالغو ‘‘نتعامل مع سلاسل إنتاج كبرى في المكسيك والبرازيل والصين والولايات المتحدة وهذا لا يجب أن يعطينا فكرة سهلة حول الإنتاج في المغرب. في هذا البلد الذي يجب أن تعرفه جيدا وأن تحوز ثقة الناس فيه قبل أن تفكر بإمكانية تحقيق المكاسب بسهولة‘‘. وحول اختياره الاستقرار في المغرب عوض دول أخرى بها يد عاملة أرخص، قال هيدالغو ‘‘لقد تلقينا عروضا كثيرة من دول مجاورة وأخرى بعيدة، ولكن بعد الكثير من التدقيق والبحث وجدنا أن الإمكانيات التي يوفرها المغرب أهم وأكثر عقلانية من الاقترحات الأخرى كالتوقيت الزمني والقرب الجغرافي وغيرها ‘‘.