خيانة الأمانة…..

ذ صالح اليوسفي

الأمانة هي التزام الإنسان بحفظ الحقوق وأداء الواجبات بإخلاص وصدق، سواء في التعامل مع الناس أو في مسؤولياته الشخصية والمهنية، دون خيانة أو تقصير. وخيانتها ليست مجرد فعل فردي، بل هي جرح عميق في أساس العلاقات الإنسانية، ذلك أنه عندما يضع شخص ثقته فيك، سواء كان ذلك سرا أو مالا أو مسؤولية، فإنما يمنحك جزءا من كيانه. وتلك الثقة هي حجر الزاوية الذي لا يقاس بثمن، وخيانتها تعني تحطيم وتكسير هذا الرابط الخفي بين البشر.
وتأخذ خيانة الأمانة أشكالا متعددة، بدءا من سرقة أموال الغير، التقصير في الوفاء بأداء الواجب وصولا إلى افشاء الأسرار، لكنها تتفق جميعا في تأثيرها المدمر، فهي تفقد الأفراد إيمانهم في الآخرين، وتزرع الشك بدلا من الثقة، مما يؤدي إلى تفكك الروابط الاجتماعية وسقوط القيم واهتزاز الثقة وبذلك فالأمانة ليست فضيلة عابرة، بل هي معيار للأخلاق والقيم، وهي مسؤولية تتطلب منا اليقظة تجاه أفعالنا ومدى تأثيرها على الآخرين. قد تبدو خيانة الأمانة أحيانا طريقا مختصرا للنجاح أو المصلحة الشخصية، لكنها على المدى البعيد تؤدي إلى عزلة وفقدان احترام الذات والآخرين.
الأمانة ليست مجرد التزام أخلاقي، بل هي جوهر الأخلاق، وعربون استمرار الثقة بين البشر. خيانتها ليست سوى سقوط في اختبار الإنسانية، والمقال الذي بين أيدينا مستمد من الواقع، حيث شهدنا حالات عديدة تم فيها اغتصاب الأمانة وخيانتها بطريقة فظيعة. لذا، فهو يعبر عن الحقيقة الملموسة وليس مجرد كلمات تنشر على المواقع.




قد يعجبك ايضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.