أسماء الواتيقي هي فنانة تشكيلية شابة من مدينة أولاد تايمة بإقليم تارودانت، دخلت مجال الفن التشكيلي المعاصر بتفرد وإبداع مميز. منذ طفولتها، اكتشفت أسماء شغفها بالفن، حيث كانت تقضي وقتها في الرسم بمفردها داخل منزلها، مستخدمة خيالها الواسع لتشكيل أشكال وألوان تعكس رؤيتها الخاصة. في المدرسة، تطور هذا الشغف ليصبح أكثر وضوحًا، ولفتت رسوماتها انتباه معلماتها اللواتي أبدين إعجابهن بها، مما دفعها للاستمرار في تطوير مهاراتها الفنية.
لم يقتصر اهتمام أسماء بالفن على مرحلة الطفولة، بل استمر في التطور خلال مراحل دراستها، حيث حصلت على المراتب الأولى في مسابقات فنية محلية، مما زاد من إصرارها على الاستمرار في هذا المجال. ورغم الظروف الاجتماعية التي أجبرتها على التوقف عن الدراسة لفترة، فإن رغبتها في تطوير موهبتها دفعتها للالتحاق بمدرسة خاصة لفن الموضة والغرافيك، وهي خطوة كانت بمثابة انطلاقة حقيقية لمسيرتها الفنية. في تلك المدرسة، تعلمت الأساسيات التقنية والفنية في مجال التصميم، مما ساعدها على صقل موهبتها واكتساب مهارات جديدة.
في عام 2023، نظمت أسماء معرضها الأول بعنوان “ألماس، الحجر الذي ينكسر”، وهو المعرض الذي شهد نجاحًا لافتًا وأدى إلى تقديمها إلى الساحة الفنية بشكل أكبر. كانت الأعمال المعروضة تحمل بصمة فنية مميزة، حيث استعملت الأشكال الهندسية والألوان بطريقة مبتكرة تعكس رؤيتها للأشياء من حولها. علاوة على ذلك، تطرقت أعمالها إلى قضايا اجتماعية وإنسانية تتعلق بالمرأة والواقع الاجتماعي، وهو ما جعلها تحظى بإعجاب الجمهور والنقاد على حد سواء.
تجسد أعمال أسماء أيضًا اهتمامًا كبيرًا بالتراث الثقافي لمنطقة سوس ماسة، حيث تسعى إلى إبراز التنوع الهوياتي والتاريخي في لوحاتها. وقد شاركت في المعرض الجماعي الذي أقيم في ديسمبر 2023 تحت شعار “الفن التشكيلي في خدمة التراث”، حيث نالت أعمالها إشادة واسعة من المشاركين. هذه المشاركة كانت تأكيدًا على التزامها بالحفاظ على الموروث الثقافي في أعمالها الفنية.
على الرغم من التحديات التي تواجهها في مدينة أولاد تايمة، مثل نقص الأروقة الفنية وقلة الدعم المادي، فإن أسماء الواتيقي تظل متمسكة بعزيمتها على النجاح. تسعى دائمًا لتطوير مهاراتها من خلال المشاركة في معارض فنية محلية ودولية، وتطمح إلى توسيع دائرة تأثيرها في الساحة الفنية العالمية.
بإصرارها على تجاوز المعوقات وتحقيق أحلامها، تظل أسماء الواتيقي نموذجًا للفنانة العصامية التي تؤمن بقدرتها على التغيير والإبداع، رغم الظروف الصعبة التي قد تحيط بها. أعمالها الفنية تعكس لا فقط موهبتها، بل أيضًا عزيمتها وإصرارها على المضي قدمًا في تحقيق طموحاتها.