رحال لحسيني
وكانت تعد لهم ولأترابهم حلو الكلام، تنثره بينهم كنسيم عذب في حر الأيام، يشد الرحيل إلى مسامعهم كاليمام.
يهيمون بنبض عباراتها في صدى السكون.
لا تستطع تجاهلهم، يصرون على السير خلف ظلها، سارعت وتاهوا، تعلمت المشي ببطء في حيرة من أمرها. تستجمع أنفاسها حين يسقط أمل من خيالها.
توقظ ضوء سواد ليلهم، تعيد ترتيب صفوفهم في الظنون.
***
يجيدون تحية الشوق ورقصة الزناد، جندي يفر من الأسر، غريبًا يعود من البعاد.
قلوبهم مضجرة بهواء أمنيات آتية قبل الميعاد.
يعاركون بوابة انتظارها، يشهرون بيارق موج في وجه غيمها، يراوغون همم جماركها، يشقون صدر كلماتها، يجدفون بين سطور عاتية في بحر اليباب.
يحملون عتاد أحلامهم، يسافرون في دروب الغياب.
الدار البيضاء (الوازيس)، 2 شتنبر 2024