كتلةُ فراغ….

كتلةُ فراغ

شعر: د. سميرة طويل

هذا الفراغُ الذي بالحبِّ أملؤهُ
مِنْ ذنبِهِ، يا تُرى؛ مَنْ ذا يبرّئُهُ؟

مطعونةٌ بكَ
يا أشقى ثمودَ
وبي جرحٌ، تحاولُ أعواميْ تُبرِّئُهُ

يا مثقلًا بالضجيجِ المرِّ؛
يؤسفُنيْ أني احتملتُ هوىً
في الغيِّ منشؤُهُ

جعلتُ أيّامَكَ البأساءَ ضاحكةً
وأنتَ تجرحُ ميلاديْ وتُظْمِئُهُ

سقيتُ روحَكَ مِنْ دُنيايَ أعذَبَها
وظَلْتُ أرعى الأسى فيها وأكلَؤُهُ

وحينما اشتدَّ عودٌ يابسٌ،
ونمتْ أغصانُهُ
عاثَ في قلبيْ
يجزّئُهُ

يا ناشرًا ليلكَ العمياءَ أعينُهُ:
ما زلتَ تخذلُ مصباحيْ وتطفئُهُ

فوضاكَ
قد علّمتْنيْ أنّ لا ثقةٌ
في مَنْ يلاقيْكَ -إنْ أحسنتَ-
سيّئُهُ

إلى متى تَتَهاوى فيكَ أسئلتيْ؟
يَمُرُّ فُنجانُ حظّيْ حينَ أقرأُهُ!

أرى دروبَ اشتياقيْ غيرَ واضحةٍ
وَمقْصَديْ: لَمْ يَبِنْ لِيْ بعدُ موطئُهُ

كأنّ مُسْتَقْبليْ ذئبٌ،
مُهَيّأةٌ أنيابُهُ لِجراحيْ،
مَنْ يُهَدِّئُهُ؟!

جريحةٌ مُهْجتيْ، روحيْ مُمَزّقةٌ…
أ يَنْتَهِيْ كلُّ شيءٍ حينَ أبدأُهُ!!

لَمْ يَبْقَ بينَ ضلوعيْ غيرُ شاعرةٍ
وطيفُ رؤيا مِن الماضيْ أخبّئُهُ

مسافرٌ قلبيَ المكسورُ في ظُلَلٍ
من الظلامِ،
على هذا أُهَنِّئُهُ




قد يعجبك ايضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.