ثانوية المختار السوسي التأهيلية بوادي زم تشارك في صنف الربورتاج الصحفي. في إطار المسابقة الوطنية “للصحفيين الشباب من أجل البيئة”
جريدة فاص
في إطار المسابقة الوطنية “للصحفيين الشباب من اجل البيئة” التي تنظمها مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة، تشارك ثانوية المختار السوسي التأهيلية بوادي زم في صنف الربورتاج الصحفي تحت عنوان : “لنستعد للجفاف القادم…وادي زم ومبادرات الطاقة الشمسية لمواجهة آثار الجفاف على الطاقة الكهرومائية.”
من إنجاز التلاميذ و التلميذات سكينة المعطاوي و نور الهدى زهور و ندى فتح الله و يوسرى و ريم مهداوي و آدم علواني
و فردوس رضوان تحت تأطير الأستاذ عبد العزيز الهليل.
ويهدف برنامج “الصحفيون الشباب من أجل البيئة”، في نسخته الثانية والعشرين، والذي اتخذ شعارا له : “بيئة متجددة ومبادرات ملهمة في مغرب متضامن”، إلى نشر الثقافة البيئية وتعبئة متعلمات ومتعلمي المدارس الابتدائية والثانويات الإعدادية والتأهيلية من خلال الاشتغال على نتائج الكوارث الطبيعية، مع تركيز اهتمامهم على ما يمكن أن يبعثه ذلك من شعور التضامن والانتماء للوطن وانعكاس ذلك على تدبير الأزمات على المدى القريب والبعيد، من خلال إعداد وإنجاز ربورتاج صحفي، و/أو فيديو صحفي و/أو صورة فوتوغرافية.
جدير بالذكر أنه تم إطلاق برنامج الصحفيون الشباب من أجل البيئة في سنة 1994، وهو برنامج دولي يهدف الى التشبيك بين الشباب المهتمين بقضايا البيئة والتنمية المستدامة. حيث يتم، سنويا، تتويج أفضل المساهمات، من الربورتاجات الصحفية المكتوبة، الفيديوهات الصحفية والصور الفتوغرافية، للفئات العمرية “14-11 سنة” و”18-15 سنة” و”21-19 سنة” من قبل لجنة تحكيم وطنية تتكون من اختصاصيين في مجال الإعلام والصحافة.
لنستعد للجفاف القادم…
وادي زم ومبادرات الطاقة الشمسية
لمواجهة آثار الجفاف على الطاقة الكهرومائية:
لم نسمع يوما أن عيون وآبار وادي زم جفت ولا صنابير الماء في البيوت والسقايات توقفت عن التدفق، لكن في السنوات الأخيرة ومع الجفاف الذي يضرب المغرب منذ عدة سنوات ومع الانخفاض الطويل لهطول الأمطار التي عاشته مدينة وادي زم، أصبحت عدة أحياء تعاني من انقطاع المياه، أما بالنسبة للقرى المحيطة بالمدينة فهي أكثر تضررا من هذه الظاهرة حيث أصبحت الآبار مجرد حفر عميقة مهجورة مما خلف عجزا كبيرا في الموارد المائية وأصبح السكان في تخوف من استمرار هذه الظاهرة التي لن تؤثر فقط على الفلاحة والزراعة والتزود بالماء الصالح للشرب ولكن التزود بالكهرباء كذلك، لأن انخفاض منسوب مياه السدود لا يقتصر على المزروعات فقط بل حتى على إنتاج الطاقة الكهرومائية، وهذا ما يزيد من خطورة الوضع.
تركيب سخانات المياه تعمل بالطاقة الشمسية لإنتاج الماء الساخن ببعض المؤسسات التعليمية والاجتماعية بمدينة وادي زم،
لنستعد للجفاف القادم…
يتّجه المغرب نحو سنة جافة هي السادسة على التوالي بسبب تراجع كبير في كمية التساقطات، وتفاقم الإجهاد المائي في المغرب بارتفاع درجات الحرارة، مما أدى إلى زيادة تبخر المياه في السدود. وحسب تقرير علمي يتوقع ارتفاع متوسط درجة الحرارة بحوالي 1,5 درجة تقريبا، أي 20 % أسرع من المتوسط العالمي .
وحسب وزارة التجهيز والماء فإن نسبة ملء السدود بالمغرب لا يتجاوز 30,70 في المئة. إلى حدود 1 أبريل، بحسب نشرة لوزارة التجهيز والماء حول الوضعية اليومية للسدود، رغم التساقطات الأخيرة .
ويعد الجفاف مشكلة كبيرة في المملكة نظرا إلى تأثيره المباشر على القطاع الزراعي الذي يشغّل نحو ثلث السكان في سن العمل ويمثل نحو 14 في المئة من الصادرات.
وقد تسببت ندرة التساقطات المطرية واستمرار سنوات الجفاف في انخفاض حاد في إنتاج الطاقة الكهرومائية بنسبة 57.2٪، وفقا لما كشفه التقرير السنوي للهيئة الوطنية لضبط الكهرباء لعام 2022 .
آثار الجفاف على منطقة وادي زم والنواحي:
إن الجفاف في منطقة وادي زم يعد تحديًا كبيرًا، حيث تشهد المنطقة نقصًا حادًا في الهطول المطري ونقصًا في الموارد المائية للاستخدامات اليومية. لكن هناك تأثيرا آخر للجفاف غير ملحوظ لعامة الناس ، ويتمثل في انخفاض انتاج الطاقة الكهرومائية، الشيء الذي سيكون له تداعيات سلبية على الاقتصاد ، مما يدعو إلى اتخاد إجراءات وحلول عاجلة وتشجيع مبادرات الطاقات المتجددة. وتعزيز جهود التوعية والتثقيف حول أهمية حفظ المياه واستخدامها بشكل مستدام وفعال.
التحسيس بضرورة الحفاظ على الماء والكهرباء:
للتعرف على مدى إدراك التلاميذ لخطورة آثار الجفاف على انتاج الطاقة الكهربائية، قمنا باستطلاع داخل المؤسسة و كانت النتائج كالتالي:
نلاحظ أن جل التلاميذ واعون بتأثير الجفاف على الفرشة المائية ، ولكن لا زالت نسبة مهمة 21 % لا تعلم بأن الجفاف يؤثر على إنتاج الطاقة الكهرومائية الناتجة عن محطات توليد الكهرباء بالسدود. كما يلاحظ كذلك أن أغلبية التلاميذ لا يستعملون الطاقة الشمسية في المنزل.
إذن فالتحسيس والتعريف بتـأثير الجفاف على الفرشة المائية وعلى إنتاج الكهرباء ضروري لتوعية التلاميذ وأسرهم ، من أجل الحفاظ على الماء والاقتصاد في الكهرباء ، وكذا استخدام الطاقات المتجددة لمواجهة آثار التغيرات المناخية.
جمعية وادي زم للتنمية والتواصل …مبادرات بيئية تضامنية:
من أجل التعرف على المبادرات التضامنية المرتبطة بالحفاظ على البيئة والتنمية المستدامة التي يقوم بها المجتمع المدني بالمدينة، قام فريق الصحفيون الشباب بزيارة لمقر جمعية التنمية والتواصل بوادي زم ، حيث تم استقبالنا بحفاوة من طرف رئيسة الجمعية الأستاذة زينب الوافي ونائب رئيس الجمعية الأستاذ مصطفى حضراوي.
وأوضحت لنا الأستاذة زينب الوافي أن الجمعية تقوم بمبادرات تضامنية في عدة مجالات ومشاريع، من أهمها المجال البيئي وخصوصا عملية تدوير النفايات البلاستيكية وتوفير الطاقة الشمسية للإنارة وتسخين الماء ، وكذا ضخ مياه الآبار للزراعة ، وخلال هذه السنة وفي إطار اتفاقية الشراكة المبرمة بين جمعية وادي زم للتنمية والتواصل والوكالة المغربية للنجاعة الطاقية والمتعلقة بمشروع تزويد وتركيب سخانات المياه تعمل بالطاقة الشمسية لإنتاج الماء الساخن المنزلي، فقد استفادت منه كل من:
داخلية ثانوية ابن طفيل التأهيلية.
– دار الأطفال.
– دار الطالبة.
– مركز أشخاص بدون مأوى.
كما أكدت الأستاذة زينب الوافي أنه، وفي ضل الأزمات البيئية وخصوصا ظاهرة الجفاف، يجب علينا العمل بروح التضامن للبحث عن حلول فعالة لموجهة التحديات البيئية، من أجل ضمان استدامة الموارد الطبيعية للأجيال القادمة.
من جهة ثانية قال الأستاذ مصطفى حضراوي بأن الجمعية ومنذ عدة سنوات وهي تعمل في المجال البيئي التضامني على المستوى القروي، حيث أنه وفي إطار اتفاقية شراكة بين جمعية وادي زم للتنمية والتواصل ووزارة الطاقة والمعادن / قطاع البيئة، فقد قامت الجمعية بعملية تثبيت ألواح الطاقة الشمسية في عدة مدارس:
مجموعة مدارس المعادنة / فرعية سيدي المكبل.
مجموعة مدارس بني سمير.
مجموعة مدارس لبيار الجداد.
مجموعة مدارس بئر مزوي.
مجموعة مدارس المعادنة.
مشاريع استخدام الطاقة الشمسية في ضخ المياه:
وفي سؤال حول استخدام الطاقة الشمسية في المجال الزراعي، قال الأستاذ مصطفى حضراوي أن الجمعية وانسجاما مع المخطط الاستراتيجي في مجال التنمية المستدامة ، قامت بمشروع لضخ مياه السقي من الآبار ، وذلك بشراكة مع جمعية Les 4L de l’espoir Île de france لفائدة تعاونية الزيتونة بالجماعة القروية قصبة الطرش، بحيث تم إنجاز ما يلي:
– حفر بئر بعمق 80 متر وتركيب الة ضخ المياه تعمل بالطاقة الشمسية، وتقدر كمية المياه التي يتم جلبها من البئر يوميا بحوالي 55 متر مكعب.
– انجاز حوض لتجميع المياه بسعة 400 متر مكعب وتزويده بمضخة.
– تركيب 20 لوحة للطاقة الشمسية لجلب المياه.
– مد 1400 متر انابيب الري.
– عدادات الماء والحفر.
– غرس 1000 شتلة زيتون.
جمعية وادي زم للتنمية والتواصل وجمعية Les 4L de l’espoir Île de france في زيارة لتتبع سير مشروع البئر الجماعي بجماعة قصبة الطرش.
وفي نهاية هذا التحقيق خلصنا إلى أن التصدي لأزمة شح المياه والطاقة يتطلب جهودا مشتركة وتعاونا شاملا ، وذلك باعتماد حلول مستدامة وتكنولوجيا مبتكرة لتحسين إمدادات المياه والكهرباء ، وتحقيق التوازن بين الاستهلاك والحفاظ على البيئة.
شكر:
شكر موصول إلى كل من ساهم في إنجاز هذا الربورتاج الصحفي
السيد ضراب محمد مدير ثانوية المختار السوسي التأهيلية وادي زم.
الأستاذ عبد الرحيم أشريفي ناظر المؤسسة.
الأستاذ الستاتي شنان الحارس العام
الأستاذ حسن خشابي الحارس العام
الأستاذ عبد اللطيف شعباني
الأستاذ عبد العزيز الهليل أستاذ علوم الحياة والأرض
الأستاذة مريم هاشم أستاذة علوم الحياة والأرض
الأستاذة زينب الوافي
الأستاذ مصطفى حضراوي
وجميع الأطر التربوية والإدارية..