الإنسان القارئ لا يُهزَم….

عبد اللطيف شعباني

تعد القراءة تعد من أهم المحركات الرئيسية للعمل على نهضة الأمم و الشعوب فيها تكون الحضارات و قيامها من خلال الثقافة لما لها من أهمية في نقل المعارف و العلوم بين مختلف الأفراد بل الدول مما يأتي كأحد أهم العوامل الأساسية لنهضة الأمم و تقدمها في أغلب المجالات الحياتية ، حيث يكون لنهضة الأمم و تقدمها في أغلب المجالات الحياتية ، حيث يكون اهتمام أغلب الأفراد من مختلف إنتمائتهم ، و أصولهم و ثقافاتهم على ممارسة عادة القراءة ، حيث أنها لها العديد من الفوائد للفرد و أيضاً للمجتمع أو الدولة ، حيث لا تغفل أغلب الدول عنها ، و عن نشر هذه الثقافة الخاصة بعادة القراءة

إن القراءة من الأمور التي يجب أن لا يغفل عنها الشخص ولا تغفل عنها الدولة ، فالمعروف منذ القدم أنّ القراءة هي أوّل وسيلة للتعلّم وأقدمها والتي تعتبر من خلالها يكتسب المعارف والعلوم والأفكار والمبادئ التي يصيغها الشخص الكاتب الذي لديه خبرة في مجال معيّن لينقل هذه الفكرة الى الآخرين ليكتسبو منها المهارات والخبرات من خلال قراءتها.

“الإنسان القارئ لا يُهزَم”… هي مقولة للأديب المصري أنيس_منصور -رحمه الله- لخص فيها ما يجول في خاطري حول أهمية وضرورة القراءة في حياة الإنسان؛ لأن امتلاك خصلة القراءة بالمعنى الواسع والعميق للكلمة تحصّن هذا الإنسان من أن يهزمه أحد أو يتلاعب به، فهو ببساطة متسلّح بترسانة معرفية جيدة تحميه من الهزيمة بمعناها المادي أو الروحي.
لذلك فإن القراءة تهم جميع شرائح المجتمع، وبِغَضِّ النَّظَرِ عن عمل الفرد أو وظيفته، لأنها جهداً حضاري ضروري حتى يتمكن الإنسان من أن يكون كائنا فاعلاً وحيا يستطيع أن يتفاعل مع مجتمعه والعالم، فهي توسع من مداركه وتجعله قارئاً جيداً لما يدور حوله.
ومن المهم أن ينوع الإنسان قراءته في مختلف المواضيع؛ فالإنسان القارئ لا يقف عند مواضيع محددة أثناء مطالعته، بل هو يستطلع في أكثر من مجال وتخصص، فرغم أهمية التخصص والمتخصصين إلا أن العلوم والمعارف تداخلت إلى درجة كبيرة بحيث أصبحت تحتم على الإنسان أن يمتلك حداً أدنى من المعرفة في أكثر من علم أو تخصص. فكلما زادت وتعددت قراءاته اتسعت رؤيته.
إذن، فالقراءة تتعدى مفهوم الهواية إلى أن تكون واجباً يتطلب من الإنسان أن يطالع ويقرأ ما استطاع إلى ذلك سبيلاً. وفي ذلك أعجبني قولاً للأديب عباس العقاد -رحمه الله- لخَّص فيه الفائدة المرجوة من القراءة؛ فعندما سأل لماذا تقرأ كثيراً؟
فقال: “لست أهوى القراءة لأكتب، ولا أهوى القراءة لازداد عمرا في تقدير الحساب.. وإنما أهوى القراءة لأن عندي حياة واحدة في هذه الدنيا، وحياة واحدة لا تكفيني، ولا تحرك كل ما في ضميري من بواعث الحركة. والقراءة دون غيرها هي التي تعطيني أكثر من حياة واحدة في مدى عمر الإنسان الواحد، لأنها تزيد هذه الحياة من ناحية العمق …ولكنه بزاد الفكر والشعور والخيال يستطيع أن يجمع الحيوات في عمر واحد”.
والقراءة كما أفهمها هي: قراءة في الكتب المسطورة وقراءة في الكون (كتاب الله المفتوح)، فكلاهما يدعوان الإنسان للتأمل والتدبر واستخلاص العبر، والتَّعمُّق في الفهم، تماما كما جاء في الآية الكريمة:
(قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ) سورة العنكبوت: اية: 20.
فالقراءة الواعية العميقة تصنع من عقل صاحبها إنساناً واعياً لكل ما يدور حوله، فيغدو على قدراً كبيراً من الاستعداد والتمكّن المعرفي والثقافي الذي يؤهله إلى أن يكون فرداً فاعلاً ومؤثراً بشكلٍ إيجابي في بناء مجتمعه ووطنه وأمته. فالحضارات قامت على أكتاف علماء أفذاذ امتلكوا المعرفة الكافية ليسبروا عوالم الإنسان والكون، فقدموا لنا اكتشافاتهم واختراعاتهم المتراكمة التي ننعم بمنجزاتها اليوم.
ولذلك فلابد من المواظبة على القراءة المتواصلة والعميقة ما استطعنا إليها سبيلا؛ فالقراءة الواعية والمتبصرة لما يدور حولنا هي التي ستمكننا من أن يكون لنا حضور على مسرح التاريخ؛ فالحضارة من الحضور والمشاركة الفاعلة مع باقي الشعوب والأمم في عمارة الأرض وتقديم المنجزات التي تنتفع بها البشرية.




قد يعجبك ايضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.