عبد اللطيف شعباني
إن الشخص الذي يحرص على مشاعر الآخرين دائما ، ويسعى لإسعادهم وإدخال السرور إلى قلوبهم، ولا يتأخر في مد يد المساعدة للجميع سواء للأقارب والأصدقاء والمعارف أو حتى للغرباء، و لا يتفوه أيضا بأي كلمات جارحة لغيره، فهو إنسان لطيف جداً.
هذا ما تطرق إليه كتاب (لا تكن لطيفاً أكثر من اللازم) للكاتب ديوك روبنسون، فقد ناقش مفهوم اللطف وصفات الأشخاص اللطيفين، والأخطاء التي من الممكن أن يرتكبوها بسبب لطفهم وحسن نيتهم، ولخصهم الكاتب في تسع نقاط مختلفة. وفيما يأتي تلخيص لأبرز مواضيع كتاب لا تكن لطيفاً أكثر من اللازم :
الخطأ الأول: محاولتك أن تكون كاملاً السعي لنزعة الكمال هي من أكثر الأخطاء التي يقع بها الأشخاص اللطيفون، في سبيل الحصول على الإطراء والثناء من الآخرين مما يجعلهم يقومون بمجهود أكبر من طاقتهم وإضاعة الوقت والمال وغير ذلك الضغط النفسي فالخطوة الأولى للتخلص من هذا الخطأ هو الإيمان بأن لا أحد يمكنه أن يصل لمرحلة الكمال، ولكل شخص أوجه نقص أو عيوب.
الخطأ الثاني: القيام بالتزامات أكثر من طاقتك الأشخاص اللطيفون لا يستطيعون قول “لا” إذا طلب منهم شخص آخر مساعدة أو خدمة ما، حتى وإن كان على حساب وقتهم أو كان يعيقهم عن القيام بالمهام المطلوبة منهم، الحل هنا التأكد أن قول “لا” في بعض الأحيان لا يستدعي الشعور بالذنب، ولا بأس من قولها بطريقة لطيفة حتى لا يتم الإجبار على القيام في التزامات أكبر من طاقة الشخص.
الخطأ الثالث: عدم قول ما تريد يجب عدم كتمان ما يراد قوله فقط بسبب الخوف من الظهور ضعيفاً أمام الآخرين، أو خوفاً من جرحهم أو بسبب الاعتقاد أنه من الخطأ قول كل ما في داخل النفس، فهذا الخطأ من الممكن أن يتسبب بمشاكل نفسية وعضوية على أثر الكتمان المستمر، فيجب قول كل ما في داخلك بطريقة صحيحة وغير مؤذية.
الخطأ الرابع: كبت غضبك لا يقصد الكاتب هنا أن يقول “كن عصبياً”، بل المقصد هنا هو الصمت عند التعرض للإيذاء من الآخرين سواء عندما يقولون ما يجرح أو عندما يظلمون، فهذا سيجعلهم يتمادون في الإيذاء والظلم.
الخطأ الخامس:التعقل لحظة الاندفاع يقع الكثير من الأشخاص اللطيفين في خطأ التصرف بعقلانية والصمت عند التعرض لهجوم من أشخاص آخرين أو عند الاختلاف معهم، خوفاً من الظهور كشخص فظّ وغير لطيف، وهذا خطأ لأن عدم الإفصاح عما في داخل النفس سيجعل الطرف الآخر يظن أن كل شيء على ما يرام.
الخطأ السادس: الكذب البسيط قد يكذب الأشخاص اللطيفون في بعض المواقف لأسباب منطقية من وجهة نظرهم، كالإصلاح بين طرفين أو إخفاء حقيقة ما عن شخص خوفاً من أن يحزن، وغيرها من المواقف، وهذا قد يسبب لهم المشاكل ويوقعهم في المآزق، أو أن يفهمهم الآخرون بشكل خاطئ، والتصرف الصحيح هنا هو قول الحقيقة كاملة دائماً بشكل مناسب. الخطأ السابع: إسداد النصح .
يكون هدف الشخص اللطيف من تقديم النصح هو مساعدة الآخرين في حل مشاكلهم ودعمهم، لكن بالنسبة لمتلقي النصيحة قد يكون هذا إزعاجاً وتدخلا في شؤونه الخاصة ؛ فالحل البديل عن إسداء النصائح هو أن تقدم الحب والدعم النفسي لهم.