عبد اللطيف شعباني
مؤلف كتاب في قوانين القوة هو روبرت غرين كاتب ومتحدّث أمريكي شهير درس في جامعة كاليفورنيا ، وقد حصل على درجة البكالوريوس في الأدب الكلاسيكي ، وألّف العديد من الكتب في مجال التنمية البشرية، من أهم كتبه في النفوذ والاستراتيجيات نجد كتاب قواعد السطوة ، حيث يتضمن 48 قانونا للقوة وسنسلط الضوء على 8 قوانين منها :
القانون الأول: لا تضع ثقة أكثر من اللازم في الأصدقاء، وتعلّم كيف تستخدم الأعداء
قال فولتير ذات يوم: ” اللهم احفظني من أصدقائي، أما أعدائي فأنا كفيل بهم”.
ثق بنفسك فقط واحذر من أقرب الناس منك فهم يعرفون كل تفاصيل حياتك وقد ينقلبون عليك بدافع الحسد فيتعمدون إقحامك بالمشاكل، أما فيما يتعلق بأعدائك المحتملين فهم أقل خطورة من أصدقائك لأنهم بعيدين عنك ولا يعرفون ما تفكر به، وفي حال اتّخذت من عدوك صديقاً لك فغالباً ما سيفعل كل ما بوسعه ليثبت ولاءه لك.
القانون الثاني: أخفِ نواياك، استعن على تحقيق أهدافك بإخفاء مقاصدك
احرص على إخفاء ما تريد أن تحققه في حياتك فالكتمان سيُربك كل من حولك سواء أكانوا أصدقاء أو أعداء وسيدخلهم في حالة حيرة ولن يستطيع أي أحد التنبؤ بما تريد أن تفعله وهذا ما سيحميك من مخاطر الوقوع بالمكائد، قم بتضليل الناس بعيداً عن مقاصدك الحقيقية حتى يتشتت تفكيرهم لكن دون أن تشعرهم بأنك مخادع.
القانون الثالث: قل دائماً أقل مما هو ضروري (اقتصد دائماً في كلامك)
قال ليوناردو دافينشي ذات يوم: “عند اكتمال القمر يفتح المحار صدفته وعندها يسرع حيوان السرطان ويضع حجراً ليمنعها من الانغلاق ثانية ويصبح المحار وجبة له، ذلك هو مصير كل من يفتح فمه أكثر من اللازم ويضع نفسه تحت رحمة المستمع”.
كثرة الكلام والسرد والشرح يجعلك تقع في فخ الأخطاء فتفقد هيبتك ومصداقيتك أمام الناس، فأصحاب السطوة يوجزون في كلامهم.
القانون الرابع: يتوقّف الكثير على سمعتك – فحافظ عليها بحياتك
قال فريدريك نيتشه:” جِراح الضمير أسهل في الشفاء من جراح السمعة”.
السمعة الطبية كنز حقيقي لا يقدر بثمن فمن اتّصف بها امتلك القوة والحق، أما السمعة السيئة تجلب لصاحبها البلاء، حيث تحاط به الشبهات والاتهامات دائماً ومن المستحيل أن يثبت براءته مهما سعى لذلك.
القانون الخامس: اكسب لفت الأنظار بكل ثمن
التميّز يمنحك القوة والرفعة لذا لا تتشابه مع الناس العاديين حتى لا تضيع وسط الجموع بل حاول أن تلفت انتباه الآخرين باختلافك عنهم أو بغموضك في بعض الأحيان، مثلاً تصرّف على نحو يصعب تفسيره أو فهمه أو قم بإطلاق الشائعات عن نفسك لكن لا تبالغ في لفت الأنظار لأن ذلك يجعلك شخصية مهزوزة وهذا ما يُبعدك عن السطوة.
القانون السادس: انتصر بأفعالك وليس بكلامك
السطوة تتحقّق بالانتصارات الحقيقية التي تكون بالأفعال والإنجازات الملموسة أما الانتصارات اللحظية التي تحققها بالنقاشات والجدالات هي انتصارات سفيهة مثيرة للاشمئزاز، فضلاً عن الامتعاض والكراهية التي ستحصل عليها من قبل الناس، القوة تأتي من اتفاق الناس معك من خلال أفعالك دون أن تنطق بكلمة واحدة لذا حاول أن تتعلم كيف تجعل الناس يتأثرون بأفعالك.
القانون السابع: احذر من البائسين، حتى لا تنتقل اليك عدواهم
تقول الحكمة الشهيرة: بؤس الآخرين قد يقتلك – فالمشاعر معدية كالمرض.
الإنسان يتأثر بالناس المحيطين به لذا احرص على مخالطة الأشخاص الإيجابيين والسعداء دائماً والمحظوظين حتى تصبح مثلهم، وتجنّب البائسين دائمي الشكوى والتذمر فهؤلاء يستنزفون طاقاتك ويحبطون عزيمتك وإرادتك.
القانون الثامن: لا تناشد في الناس العطف أو رد الجميل، استدرجهم بمصالحهم
تقول الحكمة عندما تحتاج لمساعدة من أحد ما احذر من أن تذكره أنك ساعدته من قبل وقدمت له الكثير من الهبات لأن ذلك سيجعله يختلق الأعذار وربما التهرّب منك، التصرف الصحيح هو أن تخبره بطريقة غير مباشرة أنه سيحصل على الكثير من الفائدة في حال تعاون معك، سيدفعه هذا لمساعدتك بحماس دون أي تردّد.
إن جميع هذه القوانين ، توفر فهماً عميقاً لاستراتيجيات يتبعها الآخرون، وتوفر لك طرائق كي تتجنبها أو تتعايش معها، سواء أكنت في عملك، أم تنظر في علاقاتك مع الآخرين، أو كنت تسير على الطريق، أو تستمع إلى نشرة أخبار المساء، إنك ستجد تطبيقاً لهذه القواعد. وسواء أكنت تنزع إلى العدوان أم إلى الدفاع ، فإنك ستجد في هذا الكتاب فوائد جُلى وقراءة ممتعة….