كيف بات الذكاء الاصطناعي يهدد التعليم التلقيني… ؟؟

عبد اللطيف شعباني

أصبح مصطلح “الذكاء الاصطناعي” كثير الاستخدام هذه الأيام، لدرجة أن البعض أصبح يتخوف من أنه قد يعني سيطرة الآلات واضمحلال دور البشر، رغم أن الواقع ما يزال بعيدا جدا عن الاقتراب من هذا التصور، فما هو الذكاء الاصطناعي؟
يعرف الذكاء الاصطناعي بأنه الذكاء الذي تبديه الآلات والبرامج بما يحاكي القدرات الذهنية البشرية وأنماط عملها، مثل القدرة على التعلم والاستنتاج ورد الفعل على أوضاع لم تبرمج في الآلة، كما أنه اسم لحقل أكاديمي يعنى بكيفية صنع حواسيب وبرامج قادرة على اتخاذ سلوك ذكي.

ويعرف كبار الباحثين الذكاء الاصطناعي بأنه “دراسة وتصميم أنظمة ذكية تستوعب بيئتها وتتخذ إجراءات تزيد من فرص نجاحها”، في حين يعرفه جون مكارثي -الذي وضع هذا المصطلح سنة 1955- بأنه “علم وهندسة صنع آلات ذكية
فقد أكد تقرير جديد أن برنامج «شات جى بى تى»، الذى أُنشئ فى آخر نونبر الماضى، قد استغرق 5 أيام فقط للوصول إلى أول مليون مستخدم، فى مقابل شهرين ونصف الشهر لبرنامج مثل «إنستجرام» ، و10 أشهر لبرنامج «فيسبوك» ، وسنتين لـ«تويتر»
، وثلاث سنوات نصف السنة لـ«نفليكس». وبرنامج «شات جى بى تى» هو برنامج يساعدك على إجادة إجابة لأى سؤال لك فى أى مجال علمى أو عملى. اكتب سؤالك لتحصل على الجواب الذى تحتاجه.
ولكن لا يزال هناك اختلاف على مدى قدرة البرنامج على إعطاء إجابات دقيقة فى كل المجالات على السواء، إلا أن الأكيد هو أن البرنامج يمثل طفرة مهمة فى مجال الذكاء الاصطناعى.

والأخطر أنه أصبح يمثل تهديدًا حقيقيًّا للتعليم وطرقه القديمة. فإما أن يجدد نفسه، ويطور من مناهجه وطرقه وأساليبه بشكل يواكب التطورات التكنولوجية السريعة أو ينقرض. كما ان عدد هذه البرامج سيتزايد مع الوقت و سترتفع جودتها وقدراتها. وفى هذا الإطار، نشير إلى أن جامعة برنستون العريقة بالولايات المتحدة الأمريكية نصحت أساتذتها بالتواصل مع الطلبة بهدف شرح ما يمكن أن يقوم به هذا البرنامج، وما يمكن أن يكون غير ناجح فيه (مثلًا، لا يمكن اعتباره مصدرًا علميًّا عند كتابة أوراق علمية لأنه فى رده على الأسئلة يقوم بتجميع عدة مصادر وتقديم إجابة من خلالها)، ولكن السؤال: حتى متى سيستمر فى كونه كذلك؟.

و نصحت الجامعة ذاتها أساتذتها بمناقشة القراءات المختارة فى المادة الدراسية فى الفصل مع الطلبة، ثم جعلهم يقومون بمناقشتها مع البرنامج حتى يدركوا الفرق بين الاثنين ونقاط ضعف هذا البرنامج. وبنفس الطريقة، يطلبون من الطلبة كتابة الأوراق البحثية المطلوبة لهذه المادة مع مقارنتها بتلك التى يمكن أن يقدمها البرنامج لمعرفة الفرق، ونقاط القوة والضعف. ولكن يظل السؤال قائمًا: حتى متى ستستمر نقاط الضعف هذه فى ظل التطور المذهل الذى يشهده عالم الذكاء الاصطناعى؟، وحتى متى يمكن أن ننتقد البرنامج فيما يتعلق بدقة بعض المعلومات التى يقدمها فى ظل التطور التكنولوجى السريع؟.

وتأسيسا على ما سبق فمن المفيد التفكير فى كيفية تطوير التعليم بشكل يتناسب مع التغييرات التكنولوجية المستمرة ، بدلًا من دفن رؤوسنا فى الرمال، والاعتماد على محدودية وقتية لتطورات رقمية أثبتت بالبرهان القاطع قدرتها على النمو السريع، وتغيير واقعنا المعاصر فى شتى مجالات الحياة.




قد يعجبك ايضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.