الدكتور أمين السعيد
الملاحظة الأولى: بإستقراء التعليقات المتعلقة “بإصابة بعض أعضاء مجلس النواب بفيروس كوفيد (19)”، وتفكيكها بشكل سريع، يتضح أن هذه التعليقات تعكس جزء من التمثلات الإجتماعية تجاه السياسة، وتبرز بشكل جلي العلاقة السوداوية والمتوترة بين المواطن ومدبري الشأن العام، وأن ثمة حاجة ملحة لتصالح عاجل في أفق تعزيز العلاقة بين المجتمع والسياسة.
الملاحظة الثانية: التوجه السلبي للتعليقات، يفيد بأن الأحزاب السياسية غير مواكبة لسياق تحولات بنية المجتمع المغربي، وأنها غير قادرة على مواجهة امتحان الإستحقاقات الإنتخابية المقبلة في ظل محدودية التجارب و وضعف أثر الاصلاحات على الواقع اليومي، وهو ما يعني عجزها الحاد عن اغراء الأجيال الجديدة( جيل ثقافة الكليميني، جيل السناب شات)؛ جيل لاتهمه حكايات معاناة الحركة الوطنية، ولايتفهم شروط الدخول في التناوب، وتزعجه فكرة التطبيق الديمقراطي للدستور ولايبالي بالنقاش البارد حول النموذج التنموي.
الملاحظة الثالثة: رغم أن العلوم الإجتماعية تفرض الإشتغال بمبدأ النسبية ، فإن بعض المواد الصحفية؛ سواء منها المكتوبة أو المسموعة أو المرئية، تكرس سيادة خطاب إعلامي يريد أن يتغذى من أعطاب السياسة، لدرجة أن هذا الخطاب يساهم بشكل غير مقصود أحيانا في تنشئة إجتماعية مناهضة للسياسة، ومناهضة للمشاركة، ومناهضة للتمثيل، ومناهضة للحقل الإنتخابي، ومنفرة من الحقل الحزبي.
طبعا، الإعلام يمثل سلطة فوق السلط، ومن واجبه مراقبة تدبير الشأن العام، غير أن هذه السلطة الرابعة يبنغي تجسيدها بشكل متوازن، وبإستحضار محطات ناجحة للمؤسسات التمثيلية بكافة أصنافها بغص النظر عن مرجعيات الاحزاب التي تدبرها.
خلاصة سريعة ومقتضبة: الأجوبة المقدمة من قبل الدولة والأحزاب السياسية، ينبغي أن تستحضر تجذر الثقافة المجتمعية الرافضة للسياسة.